أعلن منشقون عن «تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي» تأسيس تنظيم جديد في الجزائر سمي ب«جند الخلافة» الذي بايع في بيانه الأول «داعش». وأشار «جند الخلافة» إلى أن قائده هو الجزائري «خالد أبي سليمان». وأصدر ناشطون على مواقع قريبة من تنظيمات «جهادية» بيان تأسيس «جند الخلافة» الذي لم يسبق أن تداول محللون اسمه، لكن مؤشرات مهدت لظهوره، خصوصاً بعد صدور بيانين متناقضين قبل أيام وقعا باسم «القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي»، بايع أحدهما «أبو بكر البغدادي» فيما بايع الثاني زعيم «القاعدة» أيمن الظواهري. وقال بيان باسم «جند الخلافة» إن أعضاء في ما يسمى «مجلس شورى تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي» لمنطقة الوسط، اجتمعوا مع مسلحين من «كتيبة الهدى» وبعض القياديين في سرايا أخرى، وأجمعوا على مبايعة أمير تنظيم «داعش» بصفته «خليفة للمسلمين». ومعلوم أن منطقة «الوسط» هي الوحيدة التي لا تزال تنشط بشكل دوري ومركزها في منطقة القبائل. واللافت في أول ظهور للتنظيم أنه اتهم «القاعدة» وفرعها في المغرب العربي بأنهما «حادا عن جادة الصواب وانحرفا منهجياً». وخاطب المنشقون أبي بكر البغدادي، بالقول: «إن لكم في مغرب الإسلام رجالاً لو أمرتهم لأتمروا ولو ناديتهم للبّوا ولو طلبتهم لخفّوا»، وأضاف البيان: «نحن سهام يرمي بها أمير داعش حيث شاء ويحارب بها من حارب ويسالم من سالم». وتأتي التطورات داخل «القاعدة» في شمال أفريقيا في سياق ملامح انشقاق داخل التنظيم حول مسائل تخص تنظيم «قاعدة الجهاد»، بعد صدور البيانين المتناقضين حول الموقف من «الدولة الإسلامية في العراق وسورية»، اللذين وقع أحدهما «أمير الجماعة» أبو مصعب عبد الودود والثاني وقعه الشيخ أبو عبد الله عثمان العاصمي الذي يعتقد أنه قاضي الجماعة. وتلا ذلك أصدار «تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي» بيانيين مختلفين أحدهما يعلن البيعة لزعيم «داعش» بمجرد إلقاء خطابه الأخير وينتقد ضمنا موقف الظواهري، فيما نفى البيان الثاني البيعة ل«داعش» وجدد الولاء لزعيم «القاعدة». ويذكر أنه منذ إعلان «داعش» دولة «الخلافة»، خرج «تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي» ببيان مبايعة للتنظيم. وخاطب القاضي الشرعي ل«القاعدة» مقاتلي «داعش» قائلاً أن رفاقه «يريدون وصل حبل الود بيننا وبينكم، فأنتم أحب إلينا من الأهل والعشيرة ولكم دائماً دعاؤنا سهماً لكم». على صعيد أخر، عين الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة، الجنرال بشير طرطاق المعروف باسم عثمان، مستشاراً أمنياً خاصاً على مستوى رئاسة الجمهورية، ليخلف في هذا المنصب الجنرال المتقاعد محمد تواتي والذي أنهيت مهامه في حركة كبيرة خلال الأسابيع الماضية، شملت مستشارين أمنيين وسياسيين في رئاسة الجمهورية. ويعيد تعيين الجنرال بشير طرطاق في منصب برئاسة الجمهورية، الجدل بخصوص دواعي إحالته قبل عام على التقاعد بعدما كان مسؤولاً عن جهاز الأمن الداخلي في «دائرة الاستعلام والأمن» (الاستخبارات)، وإبداله يومها بالجنرال علي بن داود. كما يفتح هذا التعيين باب النقاش مجدداً حول مجمل التغييرات التي باشرها الرئيس بوتفليقة منذ نحو سنة، على صعيد المؤسسة العسكرية.