كشف شاب سعودي، أن 69 فتاة رفضن الاقتران به، بسبب تشوهات تنتشر على جسمه، إثر حريق تعرض له في طفولته. ولكن الفتاة ال70 التي تقدم لها عبدالله العودة، وافقت على أن تكون زوجة له، وتزوجا وأنجبا طفلتين. وروى الشاب أمام 400 من ذوي الاحتياجات الخاصة في المنطقة الشرقية، تجمعوا أول من أمس، في احتفال بمناسبة «اليوم العالمي للمعوق 2012»، تحت شعار «إزالة المعوقات لخلق مجتمع شامل متاح للجميع»، أقامته مجموعة «احتواء التطوعية» في الدمام، واستضافه مركز «الأمير سلطان بن عبد العزيز للعلوم والتقنية» (سايتك) في الخبر. ولم يجد العودة، حرجاً من الحديث عن تجربته، في فقرة «لست معاقاً ولكن مجتمعي معيق»، مبدياً قدراً من التفاؤل. وأكد على «ألا يكون للطموح حدود». وتحدث عن تجربته في محاولة اكتشاف نفسه، وبحثه عن علاج للحروق التي أتت على جسمه، حتى أمر خادم الحرمين الشريفين الملك فهد «رحمه الله» بعلاجه في بريطانيا. وهناك اكتشف موهبته في الرسم، ما جعل مستشفى «لندن اكلينك»، يقيم له معرضا شخصياً. وتتابع على منصة الحديث ذوو احتياجات خاصة آخرون، انتقد أغلبهم التعامل مع المعوقين، سواءً في شقه الرسمي أو الاجتماعي. واستعرضوا المعوقات. وقال عبدالله العبد الكريم، وهو من ذوي الاحتياجات الخاصة، وحاصل على دبلوم في الحاسب الآلي. ويعمل في «أرامكو السعودية»، عن «جهل المجتمع بما يملكه المعوق من إمكانات، في الوقت الذي يتم تجاهل أبسط حقوق المعوق»، مطالباً إياهم ب «أخذ حقهم من الرعاية والاهتمام». وتساءل العبد الكريم: «هل أزحنا عوائق الوصول إلى الإنسان، قبل عوائق البنيان»، في إشارة إلى مطالب البعض بإنشاء ممرات خاصة لذوي الاحتياجات الخاصة، في الأماكن العامة، مثل الدوائر الحكومية والحدائق والمنتزهات. بدوره، أكد الكفيف رجل الأعمال عبد الرزاق التركي، أن «النظرة الدونية والشفقة على المعوق، هي ما يجب أن يتغير لدى المجتمع»، مطالباً بأن «يعامل المعوق كالإنسان السوي، وإعطائه حقوقه، وتجهيز البيئة التي تساعده على النجاح، على غرار ما هو موجود في الدول الأوروبية والأميركية. وقال التركي: «إن المعوق هو من يقف في وجه نجاح ذوي الاحتياجات الخاصة». وطالب الأمانات بتمهيد الممرات للمعوقين، وجعلهم «جزءًا من خطتهم في تنفيذ استراتيجية المطالبة بالمشاريع التنموية لكل حي». وأبدى استغرابه من «تأخر مناهج المكفوفين من جانب وزارة التربية والتعليم». وفي رده على سؤال أحد المتداخلين: «لو كنت رئيساً للمجلس الأعلى للمعوقين ماذا ستفعل؟» قال: «أجلب ذوي الاحتياجات للعمل في المجلس الأعلى، وأنشط خارج الدوام للمعوقين، لتحسين ظروفهم المادية»، مستدركاً أن «المعوق ضائع بين 4 وزارات، هي: العمل، والشؤون الاجتماعية، والخدمة المدنية، ووزارة التخطيط والاقتصاد الوطني»، مؤكداً على «تحديد مهام كل وزارة لخدمة المعوق». وأقيم، على هامش اللقاء معرض تشكيلي للصماء إلهام أبو طالب، عبرت من خلاله عن جانب من حياة المعوق المضيئة، عبر لوحات طبيعية ورسومات. فيما قدّم الرسام عبدالله العواد، رسومات تحدثت عن اضطهاد المناصب، وأسلوب التخاصم مع مواطن صالح. بدوره، أوضح المدير العام لمركز «الأمير سلطان بن عبد العزيز للعلوم والتقنية» (سايتك) الدكتور حسن الأحمدي، أن هذا التجمع جاء «بمبادرة من مجموعة «احتواء التطوعية»، ومركز «سايتك»، لدعم ذوي الاحتياجات الخاصة، ومشاركتهم الاجتماعية في يومهم العالمي، من خلال إقامة فعاليات تحاكي واقع المعوق. وتسرد تجارب وقصصاً عاشتها هذه الفئة. واستطاعت من خلالها تحقيق التميز والإبداع في المجتمع، بعد أن تخطوا الحواجز والصعوبات كافة، وكسبوا التحديات».