رغم الإعلانات المتكررة عن زيارة مرتقبة يقوم بها كل من رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس» خالد مشعل والامين العام لحركة «الجهاد الاسلامي» رمضان شلّح لغزة لحضور الاحتفال غداً بالذكرى ال 25 لانطلاق «حماس»، ورغم ان الترتيبات لهذه الزيارة تجري على قدم وساق في غزة، إلا ان ظلالاً من الشك باتت تحيط بهذه الزيارة بعدما كشفت مصادر فلسطينية مطلعة احتمال تأجيلها نظرا الى ظروف مصر وغياب الضمانات الامنية الاسرائيلية. في موازاة ذلك، تواصل الخلاف الاوروبي مع اسرائيل في شأن خطط التوسع الاستيطاني الاخيرة، اذ أكدت المستشارة الالمانية انغيلا مركل وجود خلاف مع نظيرها الاسرائيلي الزائر بنيامين نتانياهو في هذا الشأن. كما أستدعي سفيرا اسرائيل لدى الاتحاد الاوروبي وجنوب افريقيا للاحتجاج، في وقت ندد العاهل الاردني الملك عبدالله الثاني بالاستيطان خلال زيارة لرام الله هي الاولى لزعيم دولة الى فلسطين بعد حصولها على صفة «دولة مراقب» في الاممالمتحدة. وكان مشعل وصل الى القاهرة امس على رأس وفد من اعضاء المكتب السياسي للحركة وقياداتها، وذلك بعد يوم من وصول شلح. وقالت مصادر فلسطينية مطلعة ل «الحياة» إن من المفترض أن يتوجه مشعل وشلح في غضون اليومين المقبلين الى غزة حيث تجري الاستعدادات لاستقبالهما، لافتة إلى أن الظروف الأمنية الاستثنائية غير المناسبة التي تمر بها مصر قد تنعكس على هذه الزيارة وقد تؤجلها، اضافة الى عدم وجود ضمانات أمنية تكفل حماية مشعل وشلح، موضحة ان مصر لم تحصل على أي ضمانات أمنية من إسرائيل بعدم التعرض إليهما. في هذا الصدد، نقلت وكالة «فرانس برس» عن مسؤول في «الجهاد» امس قوله ان شلح قد يلغي زيارته لغزة بسبب تهديد اسرائيل بوقف التهدئة اذا تمت. وصرح بأن «الجانب المصري ابلغ شلح بأنهم (الاسرائيليين) سيوقفون اتفاق التهدئة في حال زيارته غزة»، مضيفا ان «الجهاد تجري اتصالات مع المصريين في هذا الموضوع، وعلى الغالب سيلغي شلح الزيارة». وتأتي هذه الشكوك في فرص اتمام الزيارة في وقت يحتل موضوع الاستيطان مساحة كبيرة من النقاش والتنديد الدوليين، خصوصا بعد قرار اسرائيل بناء 3 آلاف وحدة استيطانية جديدة في المنطقة «ايه 1» في القدسالمحتلة. في هذا الصدد، أكدت المستشارة الالمانية بإيجاز شديد بعد انتهاء اجتماعاتها مع نتانياهو واعضاء حكومته في برلين، استمرار الخلاف مع اسرائيل في موضوع الاستيطان وخطره على حل الدولتين، وقالت: «اتفقنا على اننا غير متفقين، وما عدا ذلك، فنحن متفقون على كل القضايا المشتركة الاخرى». في الوقت نفسه، استدعى الاتحاد الاوروبي السفير الاسرائيلي لديه «لينقل اليه قلق الاتحاد حيال الاعلان الاسرائيلي» الاستيطاني. واشارت الناطقة باسم الاتحاد ان اجراء استدعاء السفير «امر استثنائي للغاية ... المقصود منه التشديد على جدية القلق الاوروبي». ومن المقرر ان يتطرق وزراء خارجية الاتحاد الى الاستيطان خلال اجتماع في بروكسيل الاثنين يتوقع ان يصدر عنه اعلان توقعت مصادر ديبلوماسية ان يكون «شديد اللهجة» تجاه اسرائيل. كذلك استدعت حكومة جنوب افريقيا السفير الاسرائيلي لديها للغاية نفسها.