أصرّت الحكومة الإسرائيلية على التظاهر بأن الضغوط الدولية عليها للتراجع عن قرارها الأخير بناء أكثر من 3400 وحدة سكنية جديدة في المنطقة «إي -1» في القدسالمحتلة، لن تثنيها عن مخططها وذلك من خلال انعقاد مجلس التخطيط الأعلى في «الإدارة المدنية» للمناطق المحتلة، أمس لمناقشة مخطط البناء في المنطقة المذكورة. في موازاة ذلك، أفادت تقارير صحافية أن إسرائيل حاولت في اليومين الأخيرين التخفيف من الضغط الدولي عبر تمرير رسائل إلى واشنطن «بصفتها المفتاح للتهدئة» لخفض التوتر الناجم عن قرار البناء الاستيطاني في المنطقة «إي -1» على نحو يفصل المدينة عن شمال الضفة الغربية ويحول دون تواصل جغرافي بين أجزاء الدولة الفلسطينية العتيدة. وذكرت صحيفة «هآرتس» أمس ان «مجلس التخطيط الأعلى» في «الإدارة المدنية»، ناقش أمس المخطط بهدف دفع إجراءات التنفيذ مثل إيداع المخطط بهدف تمكين الجمهور على الاعتراض خلال فترة محددة، على أن تتم لاحقاً مناقشة الاعتراضات قبل إقرار الشروع في التنفيذ. وأشارت الصحيفة إلى أن «مجلس التخطيط» المذكور تلقى قبل انعقاده تعليمات واضحة من منسق شؤون الاحتلال في الجيش ايتان دانغوط بوجوب العودة إليه قبل كل مرحلة من مراحل التخطيط للمصادقة عليها ما يعني أن صلاحية البت النهائي في التقدم بالمخطط من عدمه يبقى بيد المستوى السياسي. وأفادت صحيفة «معاريف» أن رئيس الحكومة بنيامين نتانياهو ومستشاره لشؤون الأمن القومي يعقوب عميدرور مرّرا في الأيام الأخيرة، عبر السفير الأميركي في تل أبيب دان شبيرو، رسائل إلى الإدارة ألأميركية تقول إن إسرائيل لا تعتزم البناء الفوري في المنطقة «إي -1»، وأن وتيرة التقدم في تنفيذ المشروع رهن بالتقدم على مسار المفاوضات مع الفلسطينيين، مضيفيْن أن في وسع المستوى السياسي أن يعلّق إجراءات التنفيذ في أية مرحلة من مراحله، وأن قرار البدء بأعمال الحفر والشروع في البناء هو أيضاً بيد المستوى السياسي. وقال موظف كبير في الحكومة إن عملية التخطيط لا تزال في مراحلها الأولى «ويمكن التنفيذ خلال شهور لكن ممكن أيضاً بعد سنوات»، مشيراً هو أيضاً إلى أن البناء لن يبدأ من دون إذن الحكومة، وأن التقدم في المفاوضات مع الفلسطينيين أو تنفيذ الأوروبيين تهديداتهم بالاقتصاص من إسرائيل قد يجمّد مخطط البناء تماماً. ونقلت وكالة «فرانس برس» عن مسؤول اسرائيلي قوله ان الخطط الخاصة لبناء وحدات سكنية استيطانية قدمت الاربعاء للجنة تخطيط في الخطوة الاولى من نوعها منذ سبع سنوات. وأكد المسؤول، الذي اشترط عدم الكشف عن اسمه، بأن خطط تطوير منطقة «اي-1» تم تسليمها الى لجنة تخطيط تابعة لوزارة الدفاع للموافقة عليها للخطوة الاولى في عملية طويلة. وقال: «قد يستغرق الامر اياماً او شهوراً وحتى سنوات للموافقة عليه وبعدها يجب ان يمر بمراحل اخرى قليلة». مشيراً الى ان «الموافقة النهائية على الخطة يجب ان تأتي من المستوى السياسي. ولن يكون هنالك اي جرافات في وقت قريب وسيستغرق الامر شهوراً على الاقل ان لم يكن سنوات». ويثير مشروع البناء الاستيطاني الذي يربط بين القدسالشرقية ومستوطنة معاليه ادوميم جدلاً حاداً لانه يقطع الضفة الغربية الى قسمين ويعزل القدس، ما يعقد قيام دولة فلسطينية قابلة للحياة في المستقبل. وتقوم الفكرة على تأمين «اتصال» بين مستوطنة معاليه ادوميم في الضفة الغربية التي يقيم فيها 35 الف مستوطن والاحياء الاستيطانية في القدسالشرقيةالمحتلة منذ 1967. ويمتد المشروع على طول 12 كلم مربع بين القدس واريحا في غور الاردن.