صراع مع الألم، وبحث عن العلاج امتد لأكثر من 12 عاماً من دون جدوى. رحلة علاجية استغرقت أعوام، وأطباء تناوبوا على تقديم العلاج واحداً تلو آخر، والنتيجة واحدة «لم تنجح الجراحة». ألم المرض قابله ألم نفسي محمل بخيبات أمل في إيجاد العلاج، تعرض في كثير من الأحيان إلى اليأس والقنوط من التماثل للشفاء. ميساء منير (52 عاماً) كشفت خلال حديثها إلى «الحياة» عن معاناتها مع الأطباء والاستشاريين خلال إجراء الجراحة، وتقول: «أعاني من كسر في عظمة فخذي الأيسر منذ أكثر من 12 عاماً، وتضاعف الكسر بعد أن أجريت ثماني جراحات سابقة، تنقلت فيها بين أكثر من طبيب ومستشفى داخل المملكة كلها باءت بالفشل»، مشيرة إلى أن كلفة الجراحة الواحدة لا تقل عن 100 ألف ريال. وتوضح بأن «الكسر الذي أصابني في عظمة الفخذ لم يكن مضاعفاً كما هو عليه الآن، بيد أن الأخطاء الطبية عند إجراء الجراحة كانت هي السبب في تفاقم الكسر»، مستنكرة الثقة التي كان يتعامل بها الأطباء أثناء الجراحة. وتتابع: «جميع الأطباء الذين تعاملت معهم لإجراء الجراحة كانوا يؤكدون لي نجاحها، بيد أن الجراحة لا تستمر طويلاً حتى تثبت فشلها ويعاودني الألم مجدداً». من جهته، أوضح الاستشاري في جراحة العظام وترميم الأطراف الطبيب عبدالهادي العمودي، أن المريضة تعاني من عدم التئام في عظمة الفخذ، مع قصر في العظمة، وذلك بسبب التهاب مزمن تعرضت له بعد محاولات عدة لإجراء الجراحة التي لم تكلل بالنجاح. وأوضح بأن الجراحة ما زالت في مراحلها الأولية، «قمنا بتركيب مثبت خارجي حول الفخذ يسمى جهاز «إليزاروف»، وتطعيم عظمة الفخذ بمادة عظمية ومادة محفزة لبناء العظام، وتقدر قيمة المادة العظمية بنحو 35 ألف ريال»، مشيراً إلى أن «الجهاز يفيد في التحام العظم بحرية تامة من غير أن يلتصق بالعظمة، لأن وجود الحديد داخل العظمة يحول دون وصول الدم إليه، فلا تستطيع العظمة أن تتغذى بشكل جيد». وأشار العمودي إلى أن المرحلة الأولى من الجراحة هي بناء العظام، تأتي بعدها المرحلة الثانية وهي تكوين العظام، «المريضة تعاني من قصر في عظمة الفخذ يقدر بنحو 5 سم، فهي بحاجة إلى إطالته، ويستلزم الأمر نحو ستة أشهر حتى تلتئم العظام». وأضاف: «كما تحتاج إلى علاج طبيعي مكثف لتقوية العضلات وتحفيز منطقة الركبة، كما أن الحاجة إلى إجراء جراحة مهمة جداً، بسبب أن العظم يعاني من هشاشة متقدمة بسبب عدم المشي على القدم اليسرى منذ نحو 12 عاماً تقريباً».