بدأ قائد أركان الجيش الفرنسي الفريق بيير دو فيليي زيارة رسمية إلى الجزائر أمس، تهدف إلى الطلب إلى المسؤولين الجزائريين إتاحة منصة عسكرية تقع بين الحدود الجزائرية وغدامس الليبية (تبعد 15 كلم عن حدود الجزائر) لاستعمالها كقاعدة «اعتراض» في حال بدء تدخل عسكري في ليبيا، وفق ما أفاد مصدر جزائري رفيع ل «الحياة». ولم يعد خافياً أن الهدف الأول لزيارة المسؤول العسكري الفرنسي، هو محاولة إقناع الجزائر المتحفظة بشدة حيال تدخل عسكري في ليبيا، بترتيبات عسكرية فرنسية تستبق تدخلاً محتملاً تريده باريس تحت رعاية دولية. ورغم توضيح السلطات الجزائرية أن زيارة دو فيليي، مبرمجة منذ زيارة الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند إلى البلاد، إلا أن مصادر عدة أكدت أنها تحمل أبعاداً استثنائية تتعلق بما يجري في ليبيا. واستقبل المسؤول العسكري الفرنسي، نائب وزير الدفاع، قائد أركان الجيش الفريق أحمد قايد صالح، كما التقى الوزير المنتدب المكلف بالشؤون المغاربية والإفريقية عبد القادر مساهل. وأشار بيان السفارة الفرنسية في الجزائر إلى أنه من المقرر أن يزور «مقر وحدة القوات الجزائرية الخاصة (المغاوير) في الناحية العسكرية الرابعة في بسكرة (400 كلم جنوب شرقي العاصمة)»، القريبة من منطقة التقاطع الحدودي بين حدود الجزائر وتونس وليبيا. وذكرت مصادر مأذون لها أن باريس تريد استغلال قاعدة عسكرية موروثة عن الفترة الاستعمارية تقع في منطقة فاصلة بين الجزائر وليبيا، لتنظيم عمليات «اعتراض» لمجموعات متشددة مسلحة قد تتجه نحو النيجر ومالي. وستكون الأزمة الليبية في صميم اللقاءات التي سيجريها المسؤول الفرنسي في الجزائر، إذ تسعى فرنسا لنيل موافقة جزائرية على التدخل عسكرياً في ليبيا، لمكافحة الجماعات الجهادية الناشطة في المنطقة، والسماح لطائراتها بالتحليق في الأجواء الجزائرية لضرب أهداف محددة في ليبيا على غرار ما جرى بمالي. يُذكر أن وزير الخارجية الجزائري رمطان لعمامرة كان رفض بشدة أي تدخل عسكري في ليبيا «حالياً».