بينما تنتج السعودية حالياً نحو 3.5 ملايين طن من الأعلاف الخضراء، تستنزف ما قدره 7 بلايين متر مكعب من المياه الجوفية في كل عام، ناقش خبراء محليون وأجانب من كندا وإرلندا مختلف التحديات التي تواجه صناعة الأعلاف المحلية، وأثر تغذية الماشية والأبقار من خلال العلف الكامل في زيادة الإنتاج وخفض التكاليف، ومن ثم تعظيم الأرباح للمنتجين إلى جانب ضمان سلامة الألبان واللحوم وجودتها للمستهلكين، فضلاً عن الحد من استهلاك المياه الجوفية المحدودة في المملكة وتوفير ملايين الأمتار المكعبة من المياه، في تناغم مع سياسات واستراتيجيات الدولة. وفي ورشة العمل التثقيفية الثانية التي نظمتها شركة أراسكو بالرياض أخيراً حول طرق التربية الحديثة للماشية والأبقار، اتفق الخبراء المحليون والعالميون على أن الأعلاف الخضراء تستنزف موارد مائية تتعارض والخطة الوطنية التي تشجع على صناعة الأعلاف المركبة، مشيرين إلى جملة من الفوائد التي سيجنيها منتجو الألبان بالتحول من العلف التقليدي (شعير وبرسيم) إلى العلف الكامل، إذ يمكن من خلاله خفض كلفة الإنتاج بنحو 25 في المئة، والحد من استهلاك ملايين اللترات المكعبة من المياه. وعلى هامش ورشة العمل التي شارك بها خبراء عالميون وأكاديميون ورجال أعمال ومسؤولون كبار في شركات محلية تعمل في القطاع لتبادل الخبرات والمعلومات، كشفت شركة أراسكو أنها تقترب من توفير نحو بليون متر مكعب من المياه، بما نسبته 17 في المئة تقريباً من حجم المياه المهدرة لزراعة الأعلاف الخضراء محلياً، والتي تقدر بنحو 6 بلايين متر مكعب سنوياً، من خلال ابتكارها منتجات علفية جديدة تتناغم مع الخطة الوطنية للأعلاف من جهة، وسياسات واستراتيجيات الدولة لترشيد استهلاك المياه الجوفية المحدودة من جهة أخرى. واستعرضت أراسكو في ورشة العمل، منتجاً جديداً بمواصفات منتجات الشركة الكاملة يستهدف قطاع الألبان السعودي، ويحدّ من استهلاك المياه بتوفير نحو 344 مليون متر مكعب منها، فضلاً عن خفض كلفة الإنتاج، بما يعزز استدامة نمو قطاع الثروة الحيوانية بجميع أنواعها، من دون تشكيل أية ضغوط على الموارد المائية المحدودة. وأكد، الرئيس التنفيذي للشركة الدكتور عبدالملك الحسيني، أن عقد هذه الورشة يأتي في سياق خطط وتعاون الشركة مع جميع الجهات، لإيجاد حل مستدام لإيقاف أو تقليل استنزاف المياه الجوفية المستخدمة في زراعة الأعلاف الخضراء في المملكة، محذراً في الوقت نفسه من أن التعليف بالشعير يؤدي إلى نتائج عكسية، إذ زاد استنزاف المياه الجوفية في زراعات بديلة، بخاصة الأعلاف الخضراء التي تستهلك كميات مياه مضاعفة، في الوقت الذي كان الهدف منه ترشيد المياه. وقال إن الاعتماد على الشعير لوحده يتطلب أعلافاً خضراء وأعلافاً مالئة، لتوفير ألياف في تغذية الحيوانات المجترة، مشدداً في الوقت ذاته على أن الأعلاف الخضراء تستنزف موارد مائية تتعارض والخطة الوطنية التي تشجع على صناعة الأعلاف المركبة.