برزت في الآونة الأخيرة في مصر، عروض نجومها مصريون أو أجانب أو مصريون أتوا من الخارج ليقدموا عروضاً تعرف ب «stand up comedy» في محافل ثقافية كثيرة في القاهرة مثل «ساقية الصاوي» و«مسرح الجنينة». وامتد الأمر حتى وصل إلى بعض البرامج التلفزيونية التي تقوم فكرتها على المبدأ ذاته. وتدور الفكرة حول مبدأ العرض الأحادي أو «one man show»، بتقديم مجموعة من الاسكتشات في شكل ساخر، واسقاط الحائط الرابع المستخدم في المسرح، وبهذا يكون التفاعل بين الجمهور والفنان في شكل مباشر، بخلاف المسرح التقليدي الذي يفترض وجود حائط رابع بينه وبين الجمهور الذي يكون متلقياً سلبياً و ليس له دور إيجابي في العرض المسرحي. والأمر يختلف أيضاً عن فكرة المونولوغ الذي كان يقدمه إسماعيل ياسين وشكوكو اللذان قدما النكات أو الأغاني في شكل كوميدي، وإن كان هناك شبه كبير لا يمكن أن نغفله بين المونولوغ و بين stand up comedy من حيث طريقة التقديم بينما الاختلاف الجوهري هو المادة المقدمة. وهذا الفن مزدهر في أميركا، وهناك الكثير من النجوم السينمائيين كانت بدايتهم معه مثل مارتن لورنس وويل سميث بينما في مصر الأمر لا يزال جديداً على المشاهد المحلي. ولا يوجد نجوم كثيرون يقدمون هذا اللون سوى الفنان أحمد آدم الذي يقدم لوناً من السخرية الاجتماعية السياسية في برنامجه على إحدى القنوات الفضائية، وأكرم حسني الشهير بسيد أبو حفيظة الذي قدم عرضاً عن كتاب هيثم دبور «أول مكرر» الذي يسخر من الوضع التعليمي في مصر، وكذلك وائل علاء وان كان يتخلل عرضه اسكتشات يعاونه فيها آخرون. وهناك أيضاً راني خليل الذي قدم عرضاً على مسرح ساقية الصاوي وسخر من زيارة أوباما الى مصر، وجورج عزمي ويعد الأبرز من الشباب في تقديم هذا اللون، إذ قدم الكثير من العروض وله الكثير من الفيديوات على موقع «youtube»، كما يقدم تنويعات على الخط السياسي الاجتماعي الساخر ويقدم أفكاراً جديدة. وهذا الفن على رغم أنه يبدو مجرد دردشة أو حديث بين مجموعة في مقهى، يحتاج إلى شخص متميز لاعتماده بنسبة كبيرة على الارتجال فلا يوجد نص أو سيناريو معروف مسبقاً، لكن لا يعدو كونه إطاراً عاماً مع قبول الجمهور لهذا الشخص يتفاعل معه، إضافة إلى ثقته في نفسه. يقف المقدم على المسرح متناولا فكرة عامة ويبدأ في انتقادها وتسليط الضوء عليها لإبراز سلبياتتها ومدى ضررها في المجتمع، وتتنوع الأفكار في العروض بين السياسية «البسيطة» وانتقاد نظام الحكم في شكل مبطن، وتناول الوضع الاقتصادي والاجتماعي والتعليمي. ويعتمد هذا الفن في شكل أساسي على المقدم وشخصيته القوية في جذب الجمهور الى ما يقوله. وفي السنوات الأخيرة انتشر هذا الفن في لبنان بكثرة خصوصاً بعد الأحداث الأمنية والاغتيالات السياسية وتأخر انتخاب الرئيس، فراح العديد من الشبان الموهوبين من داخل لبنان وخارجه يقدمون نقداً لاذعاً لما تمر به البلاد في قالب كوميدي.