كابول، روما، طوكيو، وارسو، كانبيرا – رويترز، أ ف ب - أعلنت قيادة قوات الحلف الأطلسي (ناتو) في أفغانستان وفاة معتقل يحتجزه جنودها داخل زنزانته، مؤكدة فتح تحقيق في الحادث. وأوضحت القيادة ان جنودها اعتقلوا الرجل خلال عملية عسكرية نفذوها السبت الماضي في ولاية قندهار (جنوب)، وانها عثرت عليه ميتاً داخل زنزانته في اليوم التالي. وباتت إساءة معاملة سجناء ووفاة آخرين خلال احتجاز القوات الأجنبية لهم قضية حساسة لأفغان كثيرين، بعدما ضرب جنود أميركيون سجينين حتى الموت في سجن قاعدة باغرام الجوية الأميركية شمال كابول عام 2002. واستبدل هذا السجن الذي شُيّد لاحتجاز عناصر حركة «طالبان» بعد اعتداءات 11 ايلول (سبتمبر) 2001، بآخر بلغت كلفته 60 مليون دولار في قاعدة باغرام ذاتها، وتقول واشنطن إنه «يفي بالمعايير الدولية». وأفاد تقرير نشرته مؤسسة «اوبن سوسايتي فاونديشانز» للبحوث التي تتخذ من الولاياتالمتحدة مقراً لها بأن «معتقلين سابقين احتجزوا في سجن اميركي سري في باغرام منفصل عن السجن الرئيسي أبلغوا عن تعرضهم لانتهاكات على يد جنود أميركيين، شملت حرمانهم من رؤية ضوء النهار وعدم توفير الغذاء الملائم، ومنع زيارات اللجنة الدولية للصليب الأحمر. وردت ناطقة باسم عمليات الاعتقال في الجيش الأميركي ان اللجنة الدولية للصليب الأحمر تعلم بمراكز الاحتجاز الموقتة التابعة للجيش، وأن كل أشكال المعاملة تلتزم القوانين الدولية والأميركية. الى ذلك، كشفت السلطات الافغانية مقتل 11 شخصاً، هم 3 مدنيين و8 حراس في شركة امنية خاصة، في اعمال عنف في جنوب البلاد وغربها. وأعلن داود احمدي الناطق باسم حاكم ولاية هلمند (جنوب) ان مسلحين هاجموا نقطة مراقبة على طريق في منطقة نهر سراج، ما ادى الى سقوط 8 حراس افغان يعملون لحساب شركة امنية خاصة وجرح اثنين آخرين، في مقابل مقتل احد عناصر «طالبان». وبعد ساعات، قتل 3 مدنيين وجرح 8 اشخاص في انفجار عبوة يدوية الصنع قرب مركز للشرطة في هيرات (غرب) التي تعتبر اكثر استقراراً مقارنة بمدن جنوب البلاد وشرقها، لكنها تشهد منذ شهور تزايداً في اعمال العنف. على صعيد آخر، شاركت ايران للمرة الاولى امس، في مشاورات لمجموعة الاتصال حول افغانستان في روما بحضور ممثل الولاياتالمتحدة ريتشارد هولبروك الذي أقر بدور طهران في هذا الملف. وقال هولبروك الموفد الخاص للولايات المتحدة الى افغانستان وباكستان على هامش الاجتماع بين ديبلوماسيين في روما: «نقر بأن لايران دوراً تؤديه في التسوية السلمية للوضع في افغانستان». ورداً على سؤال عن المشاركة الايرانية في اجتماع روما، قال: «سئلنا ما اذا كان هذا الموضوع يثير مشكلة بالنسبة الينا، فقلنا كلا. ما نبحثه لا تأثير له على القضايا الثنائية» بين طهرانوواشنطن. وأضاف هولبروك متحدثاً عن اجتماع مجموعة الاتصال الدولية في شأن افغانستان: «انه مؤشر آخر الى الجهود الدولية الراهنة لاعادة السلام والاستقرار الى افغانستان، ليس هناك صدام بين الحضارات». من جهة أخرى، باشرت الحكومة اليابانية درس إرسال عسكريين إلى أفغانستان للمساهمة في إعادة الاستقرار، علماً انها كانت وعدت العام الماضي بتقديم مساعدات بقيمة 5 بلايين دولار خلال 5 سنوات للمساعدة في تدريب رجال الشرطة الافغانية ومساعدة عناصر «طالبان» المنشقين على إيجاد فرص عمل. كما تدرس الحكومة اليابانية إرسال اطباء ومسعفين لتدريب الأفغان بحلول نهاية السنة. وفي بولندا، مدد الرئيس برونيسلاف كوموروفسكي لستة شهور تنتهي في 13 نيسان (ابريل) 2011، المهمة العسكرية لبلاده في افغانستان، حيث يتنشر 2600 عسكري بولندي يتمركزون في غزني (شرق). ويفترض الا يتغير عدد هؤلاء الجنود في الشهور الستة المقبلة. محاربة الفساد وفي استراليا، أعلنت الحكومة، عشية نقاش برلماني حول مساهمة بلاده بقوات في أفغانستان، ان كابول تحتاج إلى بذل جهد أكبر للقضاء على الفساد وتحسين حقوق الإنسان. وقال وزير الدفاع ستيفن سميث إن «سياسة استراليا في أفغانستان لم تتغير، ومن مصلحتنا دعم قوات الاطلسي»، فيما حض الرئيس الأفغاني حميد كارزاي على بذل مجهود أكبر لمحاربة الفساد وتحسين حقوق المرأة. واستراليا أكبر مساهم من خارج الحلف الأطلسي بقوات في أفغانستان. وتنشر حوالى 1550 جندياً في ولاية اروزجان. لكن تزايد اعداد القتلى دفعت الحكومة للمرة الأولى الى السماح بمناقشة شاملة لقضية المشاركة بقوات في أفغانستان.