كابول، واشنطن، لندن، إسلام آباد برلين - أ ف ب - أعلن النائب في البرلمان الأفغاني ارسلان رحماني الذي يضطلع بدور وسيط بين حكومة الرئيس حميد كارزاي وحركة «طالبان» أن كابول لا تزال عاجزة عن إقناع الحركة بالجلوس الى طاولة المفاوضات، مستبعداً وجود أجواء مواتية للحوار بعد ثماني سنوات على اندلاع الحرب في أفغانستان. وشكك رحماني في احتمال التوصل الى اتفاق سريع مع «الأكثر اعتدالاً» في صفوف «طالبان»، كما يريد كارزاي والمجتمع الدولي، في محاولة لإيجاد حال تباعد بين مقاتليها، موضحاً أن لا لقاءات مباشرة حالياً بين المتطرفين وكابول، وان دوره ينحصر في إيصال رسائل الى مجلس شورى زعماء «طالبان» الذي يرأسه زعيمهم الملا محمد عمر. ورأى النائب البشتوني إن كارزاي أفضل شخص للاستماع الى مطالب «طالبان»، لأنه بشتوني، ويتحدّر من ولاية قندهار (جنوب) التي انطلقت منها «طالبان»، علماً أن الرئيس المنتهية ولايته تصدّر النتائج الأولية للانتخابات الرئاسية التي أجريت في 20 آب (أغسطس) بنسبة 54.6 في المئة من عدد الأصوات، لكن إعلان إعادة انتخابه ينتظر بت نتائج التحقيقات في عمليات تزوير. وأصدر زعيم «طالبان» الملا محمد عمر بياناً امس دعا فيه الشعوب الغربية الى عدم تصديق تبريرات الرئيس الاميركي باراك أوباما للحرب، وتعهد بهزيمة قوات «حلف شمال الاطلسي». وقال البيان الذي نشر بالانجليزية على موقع على الانترنت لمناسبة انتهاء شهر رمضان «ان العمليات العسكرية التي شنتها الولاياتالمتحدة وبريطانيا خلال الاشهر الاخيرة فشلت. وامارة أفغانستان الاسلامية تدعو شعوب الغرب ألا تنخدع بادعاءات أوباما الذي يقول ان الحرب في أفغانستان هي حرب تدفع اليها الضرورة. الغرب ليس مضطرا لشن هذه الحرب». واضاف «على الغزاة أن يدرسوا تاريخ أفغانستان منذ زمن عدوان الاسكندر. ومع ذلك فقد عزموا على تجاهل التاريخ لذا رأوا بأعينهم أحداث السنوات الثماني الماضية. فهل حققوا أي شيء خلالها؟». ميدانياً، قتل جندي دنماركي وجرح آخر لدى تعرض دوريتهما لإطلاق نار في ولاية هلمند (جنوب). وقتل طفلان بتفجير انتحاري يعتقد بأن امرأة نفذته في منطقة مكتظة بمدينة هيرات (غرب). كما قتل خمسة أشخاص لدى إطلاق مسلحين النار في مسجد بولاية أروزجان. وفي إسلام آباد، طالب وزير الخارجية الباكستاني شاه محمود قرشي بريطانيا بالتوقف عن توجيه اللوم الى بلاده مع كشف كل مؤامرة إرهابية يخطط لها مواطنون بريطانيون. وقال لصحيفة «ذي إندبندنت»: «يسهل توجيه لوم الى باكستان، لكن هؤلاء الأشخاص بريطانيون»، في إشارة إلى متهمين دينوا في لندن هذا الشهر بتهمة التخطيط لتفجير طائرات فوق المحيط الأطلسي باستخدام متفجرات سائلة عام 2006. وأضاف قرشي: «تعلموا في بريطانيا، وهم ينتمون الى نظامها، ويعيشون على أرضها. وإذا فعلوا شيئاً خارج المألوف، هل من العدل لوم باكستان؟». وشدد على أن المشاكل التي تواجهها بلاده «ليست من صنع أيدينا حصراً، ونطلب أن تساعدونا على إلغاء هذا الشر. وإذا كنا حلفاء وأصدقاء، يجب أن نعمل معاً. نحتاج الى تعاون الجميع، لكنني أعتقد بأنه يجب أن نتحلى بمزيد من الدقة». وزاد قرشي: «الهزائم الأخيرة التي لحقت بطالبان في إقليم وادي سوات تثبت أن باكستان قادرة على قلب المعادلات مع المتمردين». وأوضح أن طلب الأميركيين إذناً لشن عملية على الأرض في إقليمجنوب وزيرستان القبلي (شمال غربي)، لا يمكن تلبيته الآن، «لكنه في طور التحقق». الى ذلك، أكدت وزارة الداخلية الباكستانية أنها تحقق مع حافظ محمد سعيد، مؤسس جماعة «عسكر طيبة» المتشددة التي تتهمها الهند بالوقوف وراء هجمات بومباي نهاية العام الماضي، والتي أسفرت عن مقتل 188 شخصاً، لكنها أعلنت انه لن يعتقل إلا إذا وجد دليل ملموس ضده. على صعيد آخر، أفادت مجلة «دير شبيغل» الألمانية أن ستة ألمان بينهم طفلة في الرابعة من العمر، معتقلون في سجون باكستانية منذ أيار (مايو) الماضي، بعدما أوقفوا على الحدود مع إيران بتهمة محاولة الانضمام إلى مجموعة «جهادية». وأشارت الى أن أحد المعتقلين قريب لمنير شوكا الناطق باسم «الحركة الإسلامية الأوزبكستانية» المقربة من تنظيم «القاعدة»، وهو من أصل مغربي ونشأ في بون.