بطيبته المعهودة تساءل صديقي أبو سعيد: لماذا يُسمح لسيارات الليموزين بالتجول في الشوارع؟! لِمَ لا يخصص لها مواقف وتُطلب هاتفياً، أو يذهب إليها من يحتاج إليها؟! أبو سعيد مثل كثير منا ينظر إلى فيضان الرياض بالمركبات وانقراض السلامة المرورية مع أسراب «جراد حديد» لا ضابط لها. لنكن أكثر صراحة: هل هناك مسؤول يبحث عن حلول؟ يتردد كثيراً: لماذا لا تطرحون حلولاً؟ لماذا التركيز على السلبيات؟ الحقيقة أن التركيز عليها من أجل مزيد من الإيجابيات. البناء على ما بُنِيَ بشكل سليم، والتركيز عليها يعني حرصاً وقائياً أكثر من قصائد الإطراء، ولو كان المسؤول يبحث عن حلول لفكّر وقرأ وأنصت واستجاب. هناك حلول صغيرة تفتح أبواباً كبيرة، بل إنها «تهج» باب الأمل على مصراعيه. إذا طبقت الحلول الصغيرة كونت حلاً كبيراً. بقع بيضاء في وسط لوحة رمادية، يمكن توسيع بقع الأمل هذه. الأمر لا ينحصر في الحركة المرورية، بل يتعداها إلى قضايا أخرى، لكنها الأولويات وتطابقها. ولو نظرت إلى الحال المرورية لوجدت أن هناك أكثر من جهة تقول من خلال أخبارها إنها تعمل على استراتيجيات أو دراسات، لكن لا نتيجة على الأرض!، ويبدو أن هناك حال انتظار، لانتهاء مشاريع العاصمة لحلحلة قضية الحركة المرورية، لكن لا يتوقع ذلك. بل من المؤكد أنها لن تحل تراكم سلوك سلبي مروري تمت زراعته وريه بغياب تطبيق النظام. تخيل الصورة مع «إجراء صغير» مثل تخفيف أعداد سيارات الليموزين المتجولة، وهي فارغة وما يحدثه هذا من انفراج يتعدى تحسين الحركة إلى قضايا أخرى. لكن لا أحد - في ما يبدو - يرغب في الحلول الصغيرة. المطلوب انتظار حل شامل.. لا يأتي. ثم إن واقع «الليموزين» كرّس مستفيدين هم يحرسونه. ما الفرق بين العمالة السائبة والليموزين السائب!؟، بل «صدق أو لا تصدق» أن الليموزين - لمن لا يعلم - ولدورانه المستمر صار يستخدمه مَنْ تُسرَق سياراتُهم، للبحث عنها وبمقابل! انظر كيف يتنامى البزنس بالغياب؟! يكبر وقد يتم تخصيصه. دعوة إلى إمارة مدينة الرياض وهيئة تطويرها وإدارة المرور فكِّروا في الحلول الصغيرة. *** إذا كان أحد لا يريد تعليق الجرس فلنعلمْ أنه يزداد وزناً كل يوم. www.asuwayed.com