لو سمح للموظفين بالتوقيع برسالة جوال لما حصل كل هذا الازدحام، لأن نسبة مهمة منهم غرضها من تجاوز أنظمة المرور هو التوقيع قبل الوقت المحدد. معلوم أيضاً أن الزمن يتوقف على ورقة الحضور، يبني كل موظف على وقت من سبقه وغالباً ما تتجمد الدقيقة كأنهم وصلوا الى المكتب بالارباص. مسألة تواقيع الحضور لا علاقة لها بالإنتاجية، يستثنى من هذا المباشرون لخدمة الجمهور، معظم المسرعين للتوقيع يتنفسون الصعداء بعد شخطة القلم ثم يتمشون بكسل إلى تجمع زملاء إما للإفطار أو «طق الحنك». الغرض هو الفزعة مع إدارة المرور لفك الازدحام ومحاولة فرض الانضباط، لا أعتقد بأن الإنتاجية ستتضرر كثيراً، خصوصاً إذا ما قورنت بالأخطار والخسائر المتوقعة. إلى أن يأتي يوم يسمح فيه بذاك أو يرخص للتنقل في المدن بالمدرعات نحتاج إلى حلول، ومما نشر عن نتائج اجتماع مديري المرور الأخير في السعودية لم يتبين حل، حتى نظام «ساهر» الذي قيل عنه الكثير أعلن عن تأخره لأسباب فنية. وبحسب المنشور نظام «ساهر» يركز على المخالفات الكبرى، السرعة وقطع الإشارة، بصورة آلية، إنها مخالفات مسببة للحوادث الشنيعة من وفيات وإعاقات، هذا أمر متفق عليه، لكنهما نتيجة لسلوك مروري معتاد في الشوارع الداخلية والأحياء، أصبح صفة بسبب عدم فرض الانضباط... ما أدى إلى تراجع هيبة النظام واحترامه. في المحصلة هي لا تختلف عن عكس الاتجاه والانحراف المفاجئ وعدم ترك مسافة مناسبة بين المركبات... الخ. لهذا فإن الانتظار إلى حين تجاوز الإشكالات الفنية لنظام «ساهر» سيؤدي حتماً إلى تفاقم المشكلة. نعم ليس هناك حل واحد للقضية المرورية، لا بد من تضافر جملة من الحلول، والعنصر البشري في غاية الأهمية، المراقبة الآلية ممكنة في مجتمعات أفرادها يحترمون النظام وهذا ما لا يتوافر، بل إن البقية الباقية ممن يحترم النظام لدينا في الطريق إلى الانقراض. قد يكون للإنشاءات الكبيرة من أنفاق وجسور في مدينة مثل الرياض دور في الازدحام، لكنني لا أراه دوراً رئيسياً. وتيرة تزايد عدد السيارات أسرع وظاهرة عودة سيارات متهالكة إلى الخدمة يضيف عبئاً أكبر، أيضاً الأخطاء الهندسية وعدم وجود نقل عام حقيقي كل هذا من أسباب المشكلة ومع ذلك أرى إمكان البحث عن حلول صغيرة... تكبر مستقبلاً هذه بعضها. رمزي مهندس لبناني يعيش في جدة ويحبها، طرح فكرة لتحسين المرور وفرض الأولوية في كل دوار بوضع مطبات مناسبة سلسلة، لا تفك رقبة السائق وتدمر المركبة وتحفظ الأولوية. أيضاً هناك فكرة أخرى لصنع بقع مرورية نظيفة من المخالفات يمكن أن تتمدد مستقبلاً، تتلخص في تحسين البيئة المرورية المحيطة بالمدارس أوقات الحضور والانصراف، تدرس الحركة ويوضع لها الحلول مع رجل مرور يحمل دفتر «أبو 400 مخالفة» بدلاً من الفوضى الحاصلة الآن. www.asuwayed.com