بعد أن تطرقنا في الجزء الأول من هذا التحقيق لمشكلة إغلاق مواقف الأمانة بالمرقب وهو الموقف الرئيسي لحي البطحاء وذكرنا أن هناك نتائج سلبية كبيرة بسبب هذا الإغلاق ومنها الوقوف الخاطئ والذي يؤدي إلى زيادة الازدحام نطرح اليوم المشكلة المرورية بحي البطحاء فالتجاوزات هناك كثيرة فالسيارات تقف وقوفاً خاطئاً، وكذلك الحافلات وعلى مرأى رجال المرور إن وجدوا حيث رجال المرور في البطحاء لا يرون إلا قليلاً ولو أراد أي شخص أن يرى الانفلات المروري والفوضى العارمة في البطحاء فعليه زيارتها يوم الجمعة حيث الأعداد الكبيرة من البشر تسير على أقدامها والسيارات تقف في الممنوع مرورياً دون حسيب أو رقيب.. توجهنا إلى هناك خلال جولتنا والتقينا صاحب أحد المحلات الذي أبدى تذمره من الوضع المروري حيث يقول إن أصحاب السيارات الخاصة يقفون أمام المحل لنقل الركاب حيث يقفون صفاً واحداً ثم يتدافعون ليتجاوز بعضهم بعضاً وبأيديهم يستطيعون أن يغيروا سير الشارع أمام المحل فهناك حواجز مرورية مؤقتة يضعها المرور أيام الجمع لإقفال الشارع إلا أن السائقين يستخدمونها وكأنهم رجال مرور دون عواقب أو خوف من الآخرين وهناك إيقاف السيارات على الأرصفة والوقوف أمام الإشارة المرورية وترك السيارات والغياب عنها لفترة طويلة مما يربك الحركة المرورية في الشارع ومما يزيد الأمر تعقيداً اختفاء رجال المرور الذين لا نراهم إلا يوم الجمعة وبأعداد قليلة وأنا متأكد لو تم إيجاد نقطة مرور بالموقع لتحسنت الحال كثيراً. توجهنا بعد ذلك إلى موقع آخر من البطحاء حيث وجدنا سيارات الأجرة العامة (الليموزين) تسير في الشارع بأعداد كبيرة وبتنظيم عشوائي وعن هذه الفوضى يقول سالم باعشيم أحد رجال الأعمال إننا اعتدنا على ذلك فلا نستغرب رؤية السيارات تسير بسرعة جنونية في الشارع ثم تنعطف من اليمين إلى الشمال لتحميل راكب دون مراعاة للآخرين مما يؤدي إلى وقوع حوادث مرورية هي بشكل يومي تقريباً أو أكثر من ذلك وكل ذلك لأن السائقين يعلمون علم اليقين أنه ليس هناك من يراقبهم أو يوقفهم عند حدهم بل أنهم أحياناً يذهبون إلى أبعد من ذلك وهو إيقاف سياراتهم في عرض الطريق من أجل تحميل أو إركاب بضاعة أو تنزيلها ويعيقون بذلك حركة السير. وفي موقع آخر بالقرب من سوق الذهب بحلة القصمان وجدنا الكثير من السيارات التي تقف على الرصيف الموجود وسط الطريق وعن ذلك يحدثنا الأستاذ إبراهيم السويد حيث يقول إن ذلك أمر يتم بشكل مستمر وهؤلاء الذين يوقفون سياراتهم لا يخشون سحب سياراتهم. والسؤال هو لماذا يوقف هؤلاء سياراتهم هنا؟ فأقول لك أن السبب يعود أولاً لإقفال المواقف التي تحدثنا عنها سابقاً وهي مواقف الأمانة بحي المرقب ثم بعد ذلك يأتي الأمان من العقوبة لأنه من أمن العقوبة أساء الأدب وهؤلاء أوقفوا سياراتهم بالمكان غير المخصص لها وذهبوا مطمئنين على سياراتهم فلو وجد العقوبة الصارمة لما تجرأ أحد منهم على إيقاف سياراته هنا وهناك بعض العمالة والليموزين سلكت المسلك نفسه وهناك سيارات الأجرة العامة التي تقف هناك كما ترى وتسد الطريق أمام عبور السيارات ومواقفهم حددوها لأنفسهم دون تدخل من أحد. ويمضي قائلاً: أصبحنا هنا في البطحاء متضايقين من هذا الزحام المروري علماً أن وسط أي مدينة كبيرة أو ما يسمى سنتر المدينة دائماً يكون التنظيم المروري فيه عالياً والنظافة وحسن الترتيب، أما في الرياض فالحال مختلفة وكأن مرور الرياض يرى أن البطحاء خارج اختصاصه وسبق أن ذهبنا إلى المرور مراراً وتكراراً وشكونا لهم ذلك الوضع وطالبنا بتعديله. من جانبه يقول سالم مرزوق إنني أعمل في البطحاء منذ أكثر من 25 عاماً والحال المرورية قبل 5 سنوات كانت أفضل من ذلك بكثير فرجال المرور حتى ولو كانوا غير متواجدين إلا أن أصحاب السيارات والباصات لا يتجرأون في ارتكاب المخالفات المرورية لعلمهم أن هناك مخالفة. رأي «الرياض» من خلال ما سبق نرى أن هناك قصوراً مرورياً نابعاً من كثرة الأخطاء الموجودة والتي نوجزها في إيقاف السيارات في المواقف الممنوعة وعلى الرصيف وسط الشارع وكذلك إغلاق الشوارع وإيقاف السيارات بجانب إشارات المرور ووجود أعداد كبيرة من الباصات وسيارات الأجرة العامة (الليموزين) تسير بشكل مزعج في شوارع البطحاء فلو تم عمل مواقع مؤقتة لها لكان أفضل والمطلب الأهم هو إيجاد نقطة على أقل تقدير بموقع جيد في البطحاء لمراقبة الحركة المرورية.