أدت موجة البرد والانخفاض «الحاد» في درجات الحرارة، التي شهدتها المنطقة الشرقية، منذ زهاء أسبوع، إلى تضاعف أعداد مراجعي المستشفيات في المنطقة الشرقية، من المصابين بأمراض فقر الدم المنجلي. وتشتد موجة البرد في ساعات المساء، ما يفاقم معاناة المرضى، ويجعلهم عرضة للإصابة بنوبات تكسر حادة لخلايا الدم، وهو ما يضطرهم إلى المسارعة بالتوجه إلى المستشفيات، لتلقي العلاج، والمبيت فيها أحياناً، بسبب «صعوبة تحمّل الألم»، بحسب مرضى. وانتقد مرضى، طرق التعامل معهم في المستشفيات، ومستوى الخدمات المقدمة لهم. وأشاروا إلى «الصعوبات» التي يواجهونها أثناء ترددهم على المستشفيات، وبخاصة «نقص الأدوية، وتدني الخدمات في حال تكدس المراجعين، ونقص كميات الدم في بعض الأحيان»، بحسب المراجع، علي المؤمن، مضيفاً أنه «في العام الماضي، واجهت صعوبة في مستشفى الملك فهد في الأحساء. إذ حدث نقص في الدم. ولم يتمكن مرضى «الثلاسيميا» من تجديد وحدات الدم. وحدثت أعراض للطفلة كادت تؤدي إلى وفاتها». وأضاف المؤمن، «توجهت قبل أيام إلى مستشفى القطيف المركزي، ولاحظت تكدساً في أعداد المصابين بفقر الدم المنجلي»، لافتاً إلى «تشدد المستشفى في صرف بعض الأدوية المُسكنة، التي تسمى «ممنوعة»، أو عليها قيود مُشددة في الصرف، ما يتطلب مبيت المريض في المستشفى، ليتم إعطاؤه الدواء بإشراف طبي. وهذا يؤدي إلى صعوبة الحصول على العلاج اللازم»، لافتاً إلى أنه قد يحدث «نقص في الأسرّة». بدوره، أوضح اختصاصي أمراض الدم الدكتور عبد الغني حامد، أن «احتمال إصابة مريض فقر الدم المنجلي بنوبات المرض تزداد خلال فصل الشتاء. وهناك أمور وقائية يجب على المريض اتباعها في المنزل؛ لتلافي تعرضه إلى خطر نوبات تكسر خلايا الدم الحمراء، وأبرزها الدفء، بتدليك وفرك الأطراف، أو من طريق استعمال المياه الساخنة». وأضاف حامد، «هناك بعض العوامل التي تتسبب في نقص الأوكسجين ووصوله إلى الأنسجة، ما يتسبب في تحوّل شكل الخلية إلى المنجل»، مشيراً إلى أن الطقس البارد «يؤثر على خلايا الدم الحمراء بطريقتين، فهو يزيد من استخدام الأوكسجين من قبل العضلات، ويقلل من كميته في خلايا الدم الحمراء. ويتسبب في انكماش الأوعية الدموية، من أجل الحفاظ على الحرارة. وهذا يقلل من تدفق الدم، ويزيد من أثر الخلايا المنجلية».