أكد الاختصاصي محمد الهاني أن حالات المرضى تزداد صعوبة في البرودة، ما يستدعي تكرار زياراتهم للمستشفى كثيراً، وفي بعض الحالات تكون الزيارة أكثر من مرة في اليوم الواحد، خاصة إذا شخَّص الطبيب حالة المريض بالصعبة، وأعطاه مهدئات تتناسب وحالته الملحة. وأشار إلى أن مرض فقر الدم المنجلي، منتشر في المنطقة الشرقية، وهو مرض وراثي من أمراض الدم، يتسبب في حدوث نوبات من الألم الشديد وسهولة التعرض لحالات العدوى، وأنيميا التحلل الدموي المزمنة، وتلف الأعضاء، وفي بعض الحالات الوفاة. وهو ينتج عن وراثة جين الخلايا المنجلية من كلا الأبوين. أما في الصورة أو الحالة الطفيفة من هذه الأنيميا (أو ما يسمى سجية الخلايا المنجلية) التي غالباً لا تسبب أعراضاً، فتحدث عندما يرثُ شخصٌ ما جين الخلايا المنجلية من أحد الأبوين فقط. وأشار إلى أنه يصنف من الأمراض التي يصعب العلاج منها، لأن الهيموجلوبين العادي (المادة التي تنقل الأكسجين إلى كافة أنحاء الجسم داخل خلايا الدم الحمراء) يشتمل على وحدة هيم Haem داخل أربع سلاسل جلوبين Globin (سلسلتي ألفا وسلسلتي بيتا). وعندما تكون بنية الجلوبين غير سوية، فإنها تؤثر في قدرة الدم على نقل الأكسجين، وتؤدي إلى هذا الشكل الخطير من فقر الدم. وفي هذه الحالة الموروثة قد تظهر الخلايا المنجلية لأول مرة في مرحلة مبكرة جداً من الحياة. فوق هذا، فإن الخلايا المنجلية، بسبب شكلها غير الطبيعي، لا تتمكن من الانطلاق بسهولة من خلايا الأوعية الدموية الرفيعة في الجسم، فتتجمع معاً وتسد تلك الأوعية، فيقل تدفق الدم (ومن ثم يقل الأكسجين) الوارد إلى أنسجة الجسم، وهذا يسبب المزيد من التشوه للخلايا، ويمكن أن يسد توارد الدم للأنسجة الغريبة. وبغير الأكسجين تبدأ أعضاء الجسم في التعرض للضرر، وهذا هو مصدر الألم المتسبب عن أنيميا الخلايا المنجلية (فقر الدم المنجلي)، وأن الشخص المصاب قد يشعر بألم في العظام وتلف في الكلى ودم في البول، وأحيانا تلف في الأمعاء والرئتين. كما أن أزمة الخلايا المنجلية التي تؤثر على المخ، يمكن أن تسبب سكتة مخية، أو تشنجات، أو فقدانا للوعي.