واصلت إسرائيل خرق التهدئة أمس لليوم العاشر على التوالي، فيما التزمتها الفصائل الفلسطينية التزاماً حديدياً، ولم يسجل أي خرق من جانبها منذ التوصل إليها في 21 الشهر الماضي برعاية مصرية. ويركز جل الخروق الإسرائيلية على الصيادين الذي سمح لهم بالصيد في حدود ستة أميال بحرية من شواطئ قطاع غزة، إذ اعتقلت قوة بحرية إسرائيلية صباح أمس 13 صياداً قبالة ساحل شمال القطاع. ورصدت «سرايا القدس»، الذراع العسكرية لحركة «الجهاد الإسلامي» 12 خرقاً خلال الأيام العشرة الماضية، فيما لا تزال طائرات الاحتلال الحربية والاستطلاع تحلق في شكل يومي في أجواء القطاع. وقال الناطق باسمها «أبو أحمد» إن «العدو يحاول التنصل من التعهدات التي قطعها على نفسه والتزمها في اتفاق التهدئة، في مؤشر واضح إلى نياته العدوانية ضد الشعب الفلسطيني، الأمر الذي يتطلب من الوسطاء الذين ضمنوا التهدئة، تحمُّل مسؤولياتهم وإلزام العدو باحترام التهدئة في شكل كامل». وأضاف أن «استمرار الخروق بهذا الشكل السافر يضع التهدئة في مهب الريح، ويدفع فصائل المقاومة للرد عليها بالطريقة التي تراها مناسبة». من جانبه، طالب وكيل وزارة الخارجية في حكومة «حماس» في غزة غازي حمد ب «موقف رادع». وشدد على أنه لا بد أن يكون لمصر «موقف رادع من خلال إيصال رسالة قوية للاحتلال». واعتبر خلال تصريحات إذاعية، أن الخروق من اسرائيل متوقعة، «خصوصاً بعد الهزيمة التي مُنيت بها بعد الحرب الأخيرة على غزة، وهي تحاول حالياً التحرش بالقطاع لتبييض وجهها وجرنا إلى مربع جديد من التصعيد». وقال نقيب الصيادين في غزة نزار عياش إن «زوارق البحرية الإسرائيلية لاحقت مراكب صيادين فلسطينيين قبالة غزة، واحتجزت ثلاثة منها قبل أن تعتقل 13 صياداً كانوا على متنها، واقتادتهم مع المراكب إلى ميناء أسدود الإسرائيلي». وأضاف أن «الصيادين (جميعاً من عائلة بكر) كانوا يصطادون في نطاق مسافة 6 أميال بحرية المعلن عنها» بموجب اتفاق التهدئة، علماً أنها المرة الثالثة التي يتم فيها اعتقال صيادين منذ إعلان التهدئة. في هذه الأثناء، أعلنت مصادر طبية فلسطينية أمس ان الشاب محمود علي جرغون توفي متأثراً بجروح أصيب بها ليل الجمعة-السبت إثر إطلاق قوات الاحتلال النار عليه شرق مدينة رفح جنوب القطاع، وهو الثاني منذ إعلان التهدئة. كما أصيب 11 مواطناً آخرين نتيجة إطلاق النار على الحدود الشرق للقطاع أول من أمس. كما استشهد الشاب رمضان مصطفى أبو حسنين (24 عاماً) من مخيم البريج للاجئين وسط القطاع متأثراً بجروح أصيب بها خلال العدوان الأخير على القطاع، ما يرفع عدد الشهداء إلى 178 شهيداً. وأطلقت قوات الاحتلال النار من موقع «كيسوفيم» العسكري جنوب القطاع تجاه المواطنين، ومنعت المزارعين من العمل في أراضيهم الزراعية في بلدة القرارة شمال شرقي خان يونس.