نقلت قافلة تضم 15 شاحنة حوالى 300 من متمردي حركة «ام 23» ومعداتهم العسكرية وبينها ذخائر وقذائف مورتر، الى خارج مدينة غوما التي تقع على بحيرة كيفو شرق الكونغو الديموقراطية والمحاذية للحدود مع رواندا. وأبدى جيفري موهيسي، العضو الأوغندي في لجنة التحقق الدولية التي تضم اعضاء من بلدان المنطقة والمكلفة مراقبة انسحاب المتمردين، «ارتياحه الكامل» لسير العملية التي اكد انها «ستنجز بالكامل». وأفاد صحافيون بأن «الشاحنات مرت قرب مطار غوما، بعدما انطلقت من وسطها وسط متابعة جنود من اوروغواي يعملون لحساب قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة لتحركاتها، اضافة الى حوالى 200 شخص من سكان المدينة. وتوجهت الى مواقع في روتشورو التي تواجدت فيها حركة التمرد قبل السيطرة على غوما». وانسحب المتمردون من مبنى البنك المركزي في غوما، والحاجز الحدودي عند الحاجز الكبير الذي يفصل المنطقة عن مدينة رواندا. وحل بدلاً منهم شرطيون من الكونغو انضموا الى فرقة وصلت اول من امس لبسط الأمن قي غوما بعد مغادرة المتمردين. وفيما يمثل الانسحاب الكامل لمقاتلي الحركة من غوما تقدماً في الجهود الدولية المبذولة لوقف تمردهم المستمر منذ 8 شهور شرق الكونغو، وصولاً الى احتلال غوما في 20 تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي، بعد طردهم قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة، اكد القائد العسكري للحركة الجنرال سلطاني ماكينغا ان رجاله سينسحبون، تنفيذاً لاتفاق الوساطة مع دول منطقة البحيرات العظمى، وقال: «سنفعل ما طلب منا، ولا مشكلة في ذلك»، رغم انه اتهم بعثة الأممالمتحدة اول من امس بعرقلة عملية انسحاب حركة «ام 23»، عبر منعهم من استعادة عتادهم العسكري من مطار المدينة. وأوضح مسؤول في لجنة التحقيق المشتركة في الانسحاب ان بعثة الأممالمتحدة تصدت لمتمردين ارادوا أخذ عتاد عسكري تركته القوات الحكومية بعد سقوط غوما. لكن مصادر تحدثت عن ضم قافلة الحركة التي غادرت غوما ثلاث شاحنات قدمها الاتحاد الاوروبي الى مكتب الطرق في الكونغو، المسؤول عن صيانة شبكة المواصلات. ويقول مندوب الاتحاد الاوروبي في كينشاشا، دان ميشال دومون، ان اغراضاً اخرى قدمها الاتحاد الاوروبي نهبت من غوما ايضاً، خصوصاَ من مقر المجلس الاقليمي الذي زوده الاتحاد اجهزة كومبيوتر وادوات مكتبية. وعلى مدى 15 سنة، شهد شرق الكونغو حيث تنتشر حركات متمردة وميليشيات، حربين اقليميتين انخرطت فيهما سبع دول افريقية بينها رواندا واوغندا، المتهمتان هذه المرة ايضاً بدعم متمردي «ام 23»، رغم نفيهما الأمر. عقوبات الى ذلك، فرض مجلس الأمن عقوبات على قياديين آخرين من متمردي «ام 23»، هما بودوان نغاروي واينوسان كاينا، شملت حظر سفرهما وتجميد ارصدتهما، وهو ما يشمل ايضاً ماكينغا، القائد العسكري للمتمردين. وقالت لجنة العقوبات في مجلس الأمن في بيان إن «نغاروي الذي يعتبر أحد مساعدي ماكينغا، مسؤول عن إعدام منشقين عن ام 23 و وتعذيبهم. أما كاينا فأشرف على تجنيد اكثر من 150 فتى لحساب تمرد ام 23 وتدريبهم، وقتل فتيان حاولوا الفرار». وكتبت سفيرة الولاياتالمتحدة لدى الاممالمتحدة سوزان رايس على موقع «تويتر» ان «مجلس الامن نفذ خطوة مهمة عبر معاقبة نغاروي وكاينا. ونحن ندين ما تنفذه ام 23 وداعموها».