أفاد سكان مدينة غوما شرق الكونغو الديموقراطية بأن عشرات الشاحنات التابعة حركة تمرد «أم 23» غادرت مدينتهم، محملة بذخائر وإمدادات، وتوجهت إلى روتشورو ورومنغابو شمال غوما، حيث أنشأ المتمردون مواقع. وطبق ذلك اتفاقاً جرى التوصل اليه بفضل وساطة دول منطقة البحيرات الكبرى، وقضى بانسحاب المتمردين الذين احتلوا غوما، عاصمة اقليم شمال كيفو الثري، في 20 الشهر الجاري، إلى مسافة عشرين كيلومتراً على الاقل شمال غوما، تنفيذاً لشرط مسبق طلبته كينشاسا قبل فتح مفاوضات السلام معهم. وتحدث الجنرال سلطاني ماكينغا، القائد العسكري للحركة عن مهلة يومين أو ثلاثة، أي حتى الجمعة، لإنجاز الانسحاب من غوما بالكامل، علماً أن عدد المتمردين في المدينة يقدر بحوالى 1500. ويتوقع وصول قادة أركان جيوش بلدان منطقة البحيرات إلى غوما الجمعة، للتأكد من انسحاب المتمردين. وبدا النشاط عادياً في شوارع غوما، حيث فتحت المتاجر أبوابها، وسارت سيارات الأجرة كالعادة. وشوهد بعض المتمردين على الطرق، لكن انتشارهم محدود منذ ايام. ويعني الانسحاب تخلي مسلحي «ام 23» عن مكاسب الهجوم الخاطف الذي شنته في غوما الأسبوع الماضي، ولا مؤشر لإنهاء تمردهم على حكومة الكونغو المستمر منذ 8 شهور، والذي أثار مخاوف من اندلاع حرب شاملة في منطقة حدودية تعاني من صراع استمر نحو 20 سنة، وأسفر عن سقوط حوالى 5 ملايين قتيل، وتؤججه المنافسة على الموارد المعدنية. وامس، اتهمت حكومة الكونغو الحركة بتنفيذ عمليات نهب و «غزوات منهجية» في غوما، وقال الناطق باسمها لامبير مندي إن «عشرات الشاحنات المعدة لبناء طرق وصيانتها نقلت الى رواندا مع غنائم النهب. واضاف: «نريد إحالة منفذي الأعمال الوحشية الى القضاءين الوطني والدولي». وأشار مندي إلى تفكيك المتمردين نظام التبريد في مشرحة مستشفى «كاتندو» ونقلها الى خارج البلاد، ونهب مبانٍ عدة، بينها مبنى المجلس الإقليمي، في حين نفذوا محاولة فاشلة لنهب الخزنة المحصنة في البنك المركزي بغوما. وأكد لامبير أن الحكومة تنتظر «تطبيق» الانسحاب لبدء مفاوضات مع الحركة، مؤكداً ان «الرئيس جوزف كابيلا سيستمع اليهم، ويدرس مجدداً اتفاقات 2009 ويرد على الطلبات التي يعتبرها شرعية». في المقابل، ابلغ القائد السياسي لحركة «ام 23» جان ماري رونيغا إذاعة فرنسا الدولية أن «لا مشكلة في تنفيذ الانسحاب العسكري من غوما، لكننا نعارض عودة الجيش النظامي إلى غوما، بعدما ارتكب جنوده تجاوزات ضد المدنيين، ونريد مشاركة ام23 في إدارة المدينة، ومناقشة الطعون بنتائج الانتخابات وقضايا خاصة بحقوق الإنسان. وكان الموفد الأميركي إلى أفريقيا جوني كارسون ونظيراه الفرنسي اليزابيث باربييه والبريطاني نك كاي التقوا الرئيس الكونغولي كابيلا في كينشاسا اول من امس، لمناقشة إنهاء النزاع في شرق الكونغو. وأعلنت الناطقة باسم وزارة الخارجية الأميركية فكتوريا نولاند: «نريد عملية تفاوض وحوار قابل للاستمرار حول وضع شرق الكونغو يقودها كل الأطراف المعنية».