أعلن الكولونيل انطوان مانزي من حركة التمرد الكونغولية «ام 23» ان الحركة جمعت قواتها في مدينة غوما تمهيداً لنقلها الى ساكي التي تبعد 30 كيلومتراً غرب المدينة بدءاً من اليوم. وقال: «نبدأ بالعسكريين المنتشرين وراء مدينة غوما، ثم بترحيل المنتشرين في غوما، والعملية ستأخذ وقتاً لأنهم رجال وليسوا طروداً»، علماً ان شهوداً تحدثوا عن سحب عتاد عسكري من غوما اول من امس، فيما ظل انتشار المتمردين على حاله في ساكي امس، وكذلك في غوما. وتابع: «لا نستطيع مغادرة غوما قبل الانسحاب من مناطق اخرى»، موضحاً ان الحركة تنوي تسليم المدينة الى الأممالمتحدة، علماً انهم وافقوا على الانسحاب الى مسافة 20 كيلومتراً شمال غوما من المواقع التي احتلوها قبل زحفهم على عاصمة كيفو الشمالية في 20 الشهر الجاري، بينما وعد الرئيس جوزف كابيلا بالنظر في مطالبهم. وقال ريبان اماني احد سكان منطقة غرب غوما: «يقولون انه سيرحلون لكن السكان يشكون في ذلك». اما مارسيل كاديدي، مساعد قائد القوات الدولية في موغونغا، احد احياء غرب غوما على طريق ساكي: «رحل حوالى 50 مسلحاً بعضهم في سيارات وآخرون على متن درجات نارية، لكنهم ليسوا الا قسماً من الذين وصلوا قبل ذلك من الاتجاه المعاكس». ويراهن متمردو «ام 23» على البقاء في منطقتهم كيفو، ويرفضون الانتقال الى مناطق اخرى مؤكدين رغبتهم في حماية اسرهم وافراد فصيلهم الذين يعتبرونهم في خطر. في غضون ذلك، جدد مجلس الأمن والولايات المتحدة دعوتهما الى وقف كل مساعدة خارجية ل «ام 23»، في اشارة ضمنية لرواندا واوغندا اللتين تتهمهما الأممالمتحدة وكينشاسا بدعم التمرد، وهو ما تنفياه. وبعد لقائها رئيسة الاتحاد الافريقي نكوسازانا دلاميني زوما، دعت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون كل القادة الافارقة في المنطقة الى التوقف عن دعم متمردي «ام 23»، معتبرة النتائج الانسانية للنزاع في شرق البلاد «كارثية»، بعدما اضطر 285 الف شخص الى الفرار من المنطقة إثر تقدم المتمردين. وقالت «في ما يتعلق ب «ام 23»، ليس هناك الا حل واحد يتمثل في احترام التعهدات التي قطعوها في اتفاقات كامبالا، ووضع حد لهجماتهم والانسحاب من غوما والعودة الى مواقعهم قبل تموز (يوليو) الماضي». ورداً على سؤال حول الدعم الذي تقول الاممالمتحدة ان رواندا تقدمه الى متمردي «ام23»، قالت رئيسة الاتحاد الافريقي ان «توجيه اتهامات الى هذا البلد او آخر لا يساعد في شيء». وأضافت: «رواندا جزء من منطقة البحيرات الكبرى، واتخذ قرار دعمته رواندا بتشكيل قوة محايدة».