علمت «الحياة» من مصادر موثوق بها أن دول مجلس التعاون الخليجي بدأت محادثات مع الحكومة البريطانية للسماح للرعايا الخليجيين بدخول بريطانيا من دون الحاجة إلى تأشيرة دخول، أو أن يتم منحها لهم في المطارات. وهذه الفكرة واحدة من حزمة أفكار طرحت في الحوار الاستراتيجي بين دول الخليج والمملكة المتحدة، ونوقشت في لقاء جمع كبار المسؤولين من الجانبين في حزيران (يونيو) 2012، وتم على الأثر تشكيل فريق عمل دوري للانتقال إلى خطوات عملية في هذا الشأن. وأكد هذه المعلومات ل «الحياة» الأمين العام المساعد لدول مجلس التعاون الخليجي لشؤون المفاوضات والحوار الاستراتيجي الدكتور عبدالعزيز حمد العويشق الذي قال إن المحادثات بدأت تأخذ خطوات عملية من خلال تشكيل لجان عمل دورية من الجانبين الخليجي والبريطاني للبحث في إمكان تنفيذ مجموعة اقتراحات مرتبطة بموضوع التأشيرات. وأضاف: «طرحت الحكومة البريطانية الحالية بعد فوزها في انتخابات عام 2010 ما سمته حينذاك «مبادرة الخليج»، التي تهدف إلى تعزيز العلاقات بين دول مجلس التعاون وبريطانيا في جميع المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية، وأكدت حرصها على تأسيس علاقات خاصة ومميزة مع مجلس التعاون، وبناءً على ذلك أسس الجانبان حواراً استراتيجياً، هو الأول من نوعه في العلاقات بين بريطانيا ومجلس التعاون كمجموعة إقليمية». وعن السماح للخليجيين بدخول المملكة المتحدة من دون تأشيرات، قال العويشق: «الجانب البريطاني أبدى استعداده لتسهيل إجراءات زيارة مواطني دول المجلس للمملكة المتحدة، وتبسيط إجراءات التأشيرات، واختصار الوقت والإجراءات اللازمة لذلك، وطرح أفكاراً في حينها لتبسيط وتسريع تلك الإجراءات، ومع أن هناك اتفاقاً على أهمية تسهيل إجراءات تأشيرات الزيارة والإقامة، سواء للطلبة أم المرضى أم المستثمرين، إلا أنه لم يتم حتى الآن الاتفاق على الإجراءات الجديدة». وأضاف: «من الاقتراحات التي تقدم بها الجانب الخليجي إعفاء مواطني دول المجلس من تأشيرة الدخول، أو أن يتم منحها في المطارات، ووضع إجراءات ميسرة لمنح التأشيرات للطلبة الخليجيين الدارسين في المملكة المتحدة، وتسهيل الإجراءات المتعلقة بالإقامة للمقيمين والزوار من دول مجلس التعاون، وتسهيل الإجراءات الخاصة بتمديد إقامة رجال وسيدات الأعمال والمرضى ومرافقيهم، ومنح التأشيرة لمرافقي العائلة الخليجية وتسهيل إجراءاتها». وأكد العويشق ل«الحياة» أن الجانب البريطاني يقوم بتقويم هذه الاقتراحات، وأنه طلب وقتاً قبل إقرارها في صيغتها النهائية. وأشار إلى أن فريق العمل الدوري سيجتمع بصفة دورية لمناقشة موضوع التأشيرات، إلى جانب عدد من المواضيع، وأهمها وضع تعليمات وإرشادات واضحة باللغة العربية حول الإجراءات المتعلقة بطلبات الحصول على تأشيرات الطلاب قبل وبعد الدخول إلى المملكة المتحدة، والمعاملة الضريبية لزوار المملكة المتحدة، والتحاق الخريجين من جامعات المملكة المتحدة ببرامج تدريبية في المملكة المتحدة أثناء دراستهم أو بعد تخرجهم، ووضع نظام وتجهيزات خاصة لتقديم دعم أفضل لقطاع الأعمال.