انتقد ذوو احتياجات خاصة وأسرهم، مستوى الخدمات المقدمة في «مركز التأهيل الشامل للمعوقين» في محافظة الأحساء، مشيرين إلى أن الرعاية في المركز الذي يضم نحو 400 معوق ومعوقة، يحملون إعاقات جسدية تتفاوت بين «المتوسطة» و»الشديدة»، وعقلية بين «التخلف الشديد» و»المتوسط»، تنحصر في «تقديم الأكل والشرب وتوفير مكان النوم» بحسب الأهالي والمعوقين، الذين اضطر بعضهم إلى هجر المركز، والانتقال إلى مراكز أخرى، تتوافر فيها الخدمات التي يفتقدها مركز الأحساء، وبخاصة «التعليم والتأهيل». وطالب ذوو المعوقين، مركز التأهيل الشامل، بضرورة «إدخال البرنامج التعليمي»، لافتين إلى أن «الرعاية الأساسية لا تقل ضرورة عن الرعاية الصحية والنفسية»، منتقدين اقتصار دوره على «تقديم الغذاء والوجبات»، في مقابل «إهمال الجوانب الفكرية والتعليمية». وقالت مريم سالم، وهي شقيقة معوق حركياً، ل«الحياة»: «التحق أخي بالمركز قبل 20 سنة، وهو لا يعرف القراءة والكتابة. ولا يميز بين الحروف والأعداد. وتشتكي والدته التي منعها المرض من احتضانه، من أن ابنها الذي تجاوز الآن ال25 من عمره، لا يحيط علماً بالصلاة أو الطهارة». وألقت مريم، باللوم على المركز الذي «تنحصر رعايته للمعوقين في تقديم الأكل والشرب. وكأنه يرعى قطيعاً من الحيوانات، وليس بشراً»، مؤكدة أن «التعليم حق من حقوقهم البديهية، وبخاصة لأصحاب الإعاقة الحركية، باعتبار أن عقولهم سليمة». وأبدت استياءها من «تولي العمالة، شؤون المعوقين كافة. على رغم افتقار هذه العمالة للخبرة، فضلاً عن عدم امتلاكها التأهيل اللازم». وفضل المعوق محمد، الذي يعاني من شلل قدميه، عناء التوجه إلى مركز تأهيل المعوقين في الرياض، على الالتحاق بمركز الأحساء، بسبب «انعدام التعليم فيه»، مؤكداً على «تفشي الإهمال والرعاية السيئة». ولفت إلى أن المركز «لا يتمتع برعاية من المسؤولين. ولا يتوافر فيه غير طبيب واحد، يعالج جميع المرضى. كما يستقبل جميع الحالات المحولة إلى المستشفى، ما يتسبب في فوضى انتظار مواعيد الكشف، وإهمال بعض الحالات، وتهميش بعضها، ما يؤدي إلى مضاعفة آلامهم، وإتعاب ذويهم» بحسب قوله. ووفق وزارة الشؤون الاجتماعية في موقعها على الإنترنت، فإن مراكز التأهيل الشامل: هي نمط من مراكز رعاية المعوقين وتأهيلهم يضم أقساماً للتأهيل المهني، وأقساماً للتأهيل الاجتماعي لشديدي الإعاقة. وقد استحدثت هذه المراكز لتجميع الخدمات التأهيلية في وحدة واحدة تقدم خدماتها من مصدر واحد وتحت إشراف إدارة واحدة لجميع فئات المعوقين من الجنسين كل على حده، وتقدم فيها جميع الخدمات والمزايا الواردة ضمن مراكز التأهيل الاجتماعي، ومراكز التأهيل المهني، وبنفس شروط القبول السابقة الخاصة بهذه المراكز مجتمعة. يشار إلى أن إدارة التأهيل الاجتماعي تختص بكافة الإجراءات الإدارية والفنية المتعلقة بالمستفيدين من الخدمات الإيوائية في المراكز والمؤسسات التأهيلية وطلبات المعوقين الراغبين في الحصول على خدمات الرعاية الاجتماعية وبرامجها أو المساعدات المالية. فيما تختص إدارة التأهيل المهني بمتابعة الإجراءات المتعلقة بتعليم المشلولين والتأهيل المهني للمعوقين (جسمياً أو حسياً أو عقلياً) على أنسب المهن لقدراتهم المتبقية بعد الإعاقة والعجز وتوظيفهم، وذلك لتحقيق الأهداف الإنسانية والاجتماعية والاقتصادية وتحويلهم إلى أفراد منتجين قادرين على التفاعل والتكيف في المجتمع تكيفاً اجتماعياً ونفسياً سليماً يتيح لهم الاندماج والمشاركة وتأكيد الذات في محيطهم الأسري والاجتماعي بتدريب المعوقين الصالحين لذلك ومتابعة تدريبهم سواء داخل المراكز أو خارجها. ويبلغ عدد مراكز التأهيل الشامل عشرين مركزاً موزعة على مختلف مناطق المملكة ويجري التوسع في إنشاء هذه المراكز لتغطي كافة الاحتياجات الإيوائية والتأهيلية للمعوقين.