انتخب المؤتمر العام السادس لحركة «فتح» امس الرئيس محمود عباس رئيساً للحركة، في خطوة كرسته زعيماً من دون منازع. وتقرر تأجيل اجراء انتخابات اللجنة المركزية والمجلس الثوري الى بعد ظهر اليوم، كما تقرر تمديد عمل المؤتمر الى الثلثاء، في وقت وافق المؤتمر على زيادة عدد اعضاء اللجنة المركزية من 21 الى 23، على ان يتم تعيين الاربعة الآخرين لاحقاً. واختار المؤتمر عباس رئيساً للحركة بالتزكية، وذلك عندما اقترحت رئاسة المؤتمر التصويت على انتخابه، فواقفت الغالبية الساحقة وصفقت طويلا، فاعتُبر ذلك قبولا للاقتراح بالاجماع. وشدد عباس في كلمة عقب انتخابه على «الانطلاقة الجديدة» للحركة، مضيفاً ان «فتح صاحبة المشروع الوطني والرؤيا الصافية والمواقف الموضوعية ... ونقول للعالم اننا بدأنا بهذه الرؤيا، وسنكملها لنصل الى الدولة المستقلة». ودعا عددا من المرشحين لعضوية اللجنة المركزية والمجلس الثوري الى الانسحاب من اجل تقليل عدد المرشحين كي تسير عملية الانتخاب بسهولة، علماً ان عدد المتنافسين على عضوية اللجنة المركزية بلغ 104 مرشحين، في حين بلغ عددهم للمجلس الثوري 750 مرشحا. واشاد عباس بثلاثة من اعضاء «المركزية» قرروا عدم الترشح بسبب السن والمرض هم هاني الحسن وصخر حبش وزكريا الآغا، كما اشاد باثنين من اعضاء اللجنة من الجيل المؤسس هما محمد غنيم (ابو ماهر) وسليم الزعنون (ابو الاديب). ووجه عباس رسالة عتاب ومحبة الى فاروق القدومي (ابو اللطف) الذي لم يحضر المؤتمر، وكان الاخير اتهم عباس اخيرا بالتواطؤ في عملية اغتيال الرئيس ياسر عرفات. وقال الرئيس موجهاً حديثه للقدومي: «نقول لأخينا ابو اللطف، نحن بشر لكنا نخطئ ونصيب، .. وانت تبقى اخانا». كما حذر عباس حركة «حماس» من تبعات منع اعضاء «فتح» من مغادرة القطاع، وقال: «لن ننسى»، وكررها ثلاث مرات، مشبهاً اجراء «حماس» بالاعتقال الاسرائيلي. في غضون ذلك، سعى المؤتمر الى تجاوز احدى النقاط الخلافية، وهي التقرير المالي والاداري للحركة، اذ تم الاتفاق خلال جلسة امس على الزام الاعضاء الجدد للجنة المركزية تقديم تقرير عن الذمة المالية للمحكمة الحركية التابعة للحركة. وفي شأن تمثيل «فتحاويي» قطاع غزة، صادق المؤتمر على اقتراح قدمه عباس بترك اربعة مقاعد في اللجنة المركزية فارغة يتم تعيين اعضائها لاحقا بتزكية من الرئيس وموافقة اللجنة المركزية بغالبية الثلثين ومصادقة المجلس الثوري. واوضح مسؤول ان هذه المقاعد مخصصة لتمثيل قطاعات لم يتم تمثيلها في الانتخابات، مثل غزة او المرأة او الخارج او الاسرى. وفي غزة، رشح قياديون بارزون في «فتح» انفسهم لانتخابات اللجنة المركزية والمجلس الثوري، في وقت امتنع آخرون عن الترشح اما بسبب اعطاء الفرصة لجيل الشباب او احتجاجا على مجريات المؤتمر. ورفض عضو اللجنة المركزية، رئيس اللجنة القيادية ل «فتح» في القطاع زكريا الآغا ترشيح نفسه، وقال في رسالة موجهة الى المؤتمر انه يريد الافساح في المجال امام القيادات الشابة. وحذا حذوه عضو المجلس الثوري محافظ وسط القطاع عبدالله ابو سمهدانه الذي عزا في رسالة الى المؤتمر عدم ترشيح نفسه الى الاجواء التي رافقت عقد المؤتمر، ومنها منع «حماس» اعضاء غزة من المشاركة، اضافة الى «عدم تمكن الناخبين والمرشحين من التفاعل مع بعضهم بعضا في ظروف معيارية صحيحة كما ينبغي في كل المؤتمرات». من جانبها، حذرت «حماس» القيادات «الفتحاوية» في القطاع من مزاولة اي عمل تنظيمي في المؤتمر. وقال قيادي في «فتح» ل «الحياة» ان ضابطا في جهاز الامن الداخلي التابع لوزارة الداخلية المقالة حذر قياديي الحركة الذي استدعوا للتحقيق مساء اول من امس، من «ممارسة اي نشاط له علاقة بالمؤتمر السادس، ومن بينها عقد اللقاءات والتجمعات التنظيمية او توزيع بيانات ونشرات او اوراق او الاقتراع في الانتخابات». في هذه الاثناء، يستمر مؤتمر «فتح» الى الثلثاء، اذ قال مسؤولون في رئاسة المؤتمر ان كبر عدد اعضائه (2300 عضو)، وكثرة المواضيع المثارة للنقاش، وقلة الخبرة في عقد المؤتمرات، ادت مجتمعة الى اطالة فترة المؤتمر من ثلاثة الى ثمانية ايام.