شهدت مدينة جدة خلال الأسابيع الماضية بعض الاضطرابات الجوية من رياح عاصفة وأمطار غزيرة على بعض أحياء المحافظة، والتي تسببت في بث بعض المخاوف في نفوس المواطنين، وتجديد لذكريات مؤلمة، وخصوصاً لدى القاطنين بالأحياء التي شهدت كوارث السيول قبل عامين، لترتبط السحب بالكوارث. واعتبر قاطنو حي «قويزة» «سحابة المطر» جرس إنذار صامت لأخذ الحيطة والحذر المصحوبة بالخوف والتوتر، رافعين أكف أيديهم طالبين من المولى تعالى بأن تكون سقيا رحمة لا سقيا عذاب، واللطف بحالهم، مترحمين على ضحايا السيول السابقة. وما إن «تسح الغيوم ما تسح من دموعها الثقال» حتى يصبح المواطنون ك «طفل بات يهذي قبل أن ينام» متذكرين من فقدوهم من ذويهم وأصحابهم، ومشاهد الموت التي لم يغسلها مطر الأيام لمحوها كما يغسل مطر السحاب الشوائب. فمنهم من خسر تجارته التي يعتمد عليها، ومنهم من خسر منزله وما يتضمنه من ذكريات، وآخرون خسروا أرواحاً لطالما ظلت راسخة في أذهانهم، فما زال من يشتاق إلى ابتسامة جاره، ومن يفتقد بعض أحبابه الذين عايشهم، في حين لا تزال مشاهد الموت والجثث تبث في نفوسهم الخوف، إذ يصعب عليهم نسيان مشهد طفل يسقط في المياه الجارفه ليموت غرقاً، وآخر يشاهد الجثث وهي تمر من تحت قدميه وهو معلق في جذع شجرة. ولسلامة المواطنين حرص المجلس البلدي بجدة على تكوين فرق تفقدية يومية لحي قويزة لرصد المشكلات لإيجاد الحلول السريعة لها من طريق تبليغها للأمانة.