اعتصمت صحافيات شابات ظهر الأربعاء، عند دوار المنارة وسط رام الله، احتجاجاً على ما اعتبرنه تمييزاً يواجهنه بالتوظيف في الفضائيات والتلفزيونات الفلسطينية. ورفعت المعتصمات شعارات تطالب بتوفير فرص عمل للمحجبات، مثل: «بدي شوف مذيعة محجبة على قناة من قنواتنا الفلسطينية»، و«للصحافيات المحجبات الحق في العمل»، و«حجابي حياتي سأحيا به... سأعمل به»، وغيرها. وقالت الصحافية معزوزة موسى: «الحجاب هو السبب الرئيس في عدم التوظيف، ويوجد زميلات لنا فُصلن من العمل بحجة الحجاب». وأكدت أن المحتجات «سيتوجهن إلى الجهات القانونية لانتزاع حقوقهن وفق القانون الذي لا يمنع المحجبة من العمل»، مضيفة: «مطلبنا حق... ومن حق الجمهور رؤية محجبة على الشاشة». وقالت الصحافية هبة عابد: «يبدو أن الإعلام المحلي ينظر إلى المحجبة على أنها تمثل جانباً سياسياً»، مشددة على أن «الحجاب لا يحجب قدرة المرأة أين ما وجدت وأين ما كانت». ووزعت المشاركات بياناً جاء فيه: «كوني محجبة لا يعني أنني لا أملك الكفاءة الكافية للعمل في محطة تلفزيونية سواء كانت محلية أم فضائية؛ أو حتى العمل في وسائل إعلامية أخرى غير مرئية! فحتى أكثر الإذاعات والوسائل الإعلامية المكتوبة أو المسموعة لا تستقبل إلا مظهراً خارجياً للعمل فيها، مع أن الجمهور لن يرى هذا المظهر، فما هو السر وراء ذلك؟ إلى الآن لم نصل إلى حقيقة منطقية تمنع المحجبة من الظهور أمام الجمهور في برنامج تلفزيوني أو حتى تقديم الأخبار». وتابع البيان: «أيها الجمهور هل حقاً تحب أن ترى مقدمة البرامج التي لا تلبس الحجاب حتى لو كانت بغير كفاءة كافية؟ وهل تكره أن ترى المحجبة حتى لو كانت بكفاءة عالية؟ هل السر وراء عدم خروج المحجبات أمام الجمهور هو الجمهور نفسه، أم وسائل الإعلام؟ وأضافت الصحافيات في بيانهن: «الحجاب غطاء للرأس لكنه ليس حجاباً للكفاءة والمهنية والموضوعية... كثيرات من المحجبات يعملن في وسائل إعلامية وأثبتن أنفسهن على المستوى العملي. قد يكنّ دخلن بغير حجاب كمقدمة البرامج خديجة بن قنا التي تعمل في قناة «الجزيرة». صحيح أنها دخلت القناة القطرية بغير حجاب وأثبتت نفسها ومن ثم تحجبت. ولكن، لم يتغير شيء فجمهورها وعملها وكفاءتها بقيت كما هي». وقالت إحدى المشاركات في التظاهر: «ما يحزننا أن نرى وسائل إعلامنا حتى على المستوى المحلي تنظر فقط لمظاهر وأشكال من دون الجوهر. ولا أعني الجميع... المطلوب فقط النظر إلى الكفاءة بغض النظر عما إذا كانت المذيعة محجبة أو لا. فكما أن هناك كثيرات من غير المحجبات يملكن كفاءة عالية هناك أيضاً محجبات بكفاءة عالية والعكس صحيح». وأكدت المتظاهرات أن شعاراتهن تتمحور حول «حجابي لا يحد كفاءتي... لا يغطيها... لا يمنعها»، و «حجابي ليس عقبة أمامي». أما محمد البرغوثي، نائب المدير العام للبرامج في تلفزيون فلسطين، فنفى الحديث عن إقصاء المحجبات، أو فصل أي منهن بسبب الحجاب. وقال ل «الحياة»: «في تلفزيون فلسطين الانتصار للكفاءة، وللمذيعة ذات الثقافة العالية، والشكل المقبول في آن، بغض النظر أكانت محجبة أم لا». وأضاف: «في تلفزيون فلسطين خمسة برامج على الأقل، تقدمها محجبات، ولدينا محجبات يعملن مراسلات لبرامج بينها برنامج «فلسطين هذا الصباح»، كما أن مراسلات لنا في غزة محجبات، ومديرة مكتبنا في نابلس محجبة، وجميعهن يظهرن على الشاشة».