ليس بالضرورة أن تنتهي حفلات الزواج بمحافظة وادي الدواسر بالسرور والفرح دائماً، فالمنغص الرئيسي حاضر دائماً وكثيراً ما حوّل تلك الأعراس إلى مآسٍ، إذ أصبح إطلاق الأعيرة النارية في حفلات الزواج ظاهرة سيئة ومستمرة تقلق أبناء المجتمع المعارضين لها، كما صار «روتيناً» لا أكثر أن يوقّع صاحب الزواج تعهداً على نفسه أمام الشرطة بعدم إطلاق النار، وأنه المسؤول الأول أمام الجهات الأمنية. «ما شاهدته جعلني أفرك عيني حتى أتأكد هل أنا في وادي الدواسر أم على جبهة قتال»، هذا ما قاله أحد العابرين لوادي الدواسر والمتجهين إلى أبها، مضيفاً: «لم أترك مكاناً في المملكة إلا وزرته وحضرت حفلات زواج في المملكة ودول الخليج إلا أنني لم أشاهد مثل ما رأيته هنا إلا في الأفلام السينمائية». وذكر المواطن عويضة محمد الذي سبق واكتوى بنار هذه العادة، أنه كان يحضر حفلة زواج أحد أقاربه، وبينما السعادة تغمرهم حمل أحد الصبية الذي لا يتجاوز عمره 12 عاماً سلاحاً من نوع رشاش، لا أبالغ إذا قلت إنه أطول منه، فأطلق الزناد ولم يستطع التحكم به فرماه على الأرض، لتنطلق الرصاصات عشوائياً بكل اتجاه، «ومن حظ الجميع أن الله سلمهم إلا أنا، إذ أصبت في فخذي، وما زالتْ حتى الآن أثارها واضحة في مشيتي، على رغم مرور أكثر من عقدين من الزمن عليها». أما فراج محمد، فذكر انه كان يسير بسيارته وفجأة شاهد اشتعالاً في سيارته من الخلف، ليتوقف ويطفئ النار، وبعد فحصها وجد عبرود رشاش سقط على شنطة سيارته فاخترقها حتى وصل إلى تانكي البنزين. ويشير علي الدوسري إلى أن أخاه توفاه الله ضحية لهذه الأسلحة والعادة السيئة، فبدلاً من أن نكمل زواجنا بالتهاني انقلب إلى اجتماع عزاء، بعد أن توفي أخي في الحال بطلقة أصابته في رأسه». من جهته، قال مبارك عبدالرحمن: «بينما كنت أجلس مع عدد من أقاربي نتسامر إذا بعبرودين من سلاح رشاش يخترقان سقف الاستراحة علينا، ويقعان متوقدين بين أيدينا، لدرجة أننا لم نستطع حملهما إلا بالملقط»، مشيراً إلى أنه لو وقعت على رأس احد الجالسين لكانت كارثة ، إذ تكون جالساً في أمان فتسقط عليك النيران من السماء. وتحدث المواطن عبدالعزيز الدوسري بقوله: «إن تهاون المحافظة والشرطة هو سبب تفشي هذه الظاهرة في المحافظة، لأنها تركتهم من دون رادع يفعلون ما يشاؤون، بل إن الدوريات تمر من أمام قصور الاحتفالات وأماكن إقامتها ولا تحرك ساكناً، مطالباً بتفعيل دور الدوريات الأمنية وردع هذه الظاهرة المقلقة. ودعا مبارك محمد فارس، إلى ضرورة تطبيق الأنظمة على المخالفين حتى لو اضطرت الجهات الأمنية إلى القبض على العريس ليلة عرسه ووضعه وراء القضبان حتى يكون عبرة لغيره، طالب المواطن حامد مبارك آل علي الإعلام بمختلف وسائله بأهمية توعية المجتمع بخطر تلك الظاهرة. وقال: «إن الأسلحة اليوم أصبحت في متناول حتى الأطفال مما لم يبلغوا سن الحلم، ويعاني أبناء المحافظة فيها كثيراً، ولا سيما في حفلات الزواج ومقدم شهر رمضان وعيد الفطر المبارك».