كشف وزير الاعلام السوداني أحمد بلال عثمان توقيف السلطات اثنين من عناصر المعارضة يشتبه بضلوعهم في المحاولة الانقلابية التي اعلنت السلطات إحباطها الخميس الماضي واعتقلت 13 من ضباط الجيش والأمن أبرزهم مدير جهاز الأمن والمخابرات السابق الفريق صلاح عبدالله «قوش»، وكلهم من التيار الاسلامي الحاكم. وقال ان المعتقلين المعارضين من العناصر المدنية «ثبت أنهم أجروا اتصالات مع متمردي حركة العدل والمساواة في دارفور». واتهم قوى معارضة بالتورط في المحاولة، لكنه رفض الافصاح عنها. وكان «حزب المؤتمر الشعبي» المعارض بزعامة حسن الترابي نفى في شدة اتهامه بالتورط في «المحاولة التخريبية» ووصف تلك الاشارات الحكومية ب «الكذب والافتراء». وقال ان الحزب الحاكم اتهمه بتدبير ثلاث محاولات لاطاحة نظام الرئيس عمر البشير منذ انشقاقهما في العام 1999، مؤكداً أن تلك المؤامرات باءت بالفشل. وأكد وزير الإعلام «توافر ادلة اثبات تؤكد ضلوع الموقوفين في تدبير محاولة انقلابية»، لكنه شدد على ان «أوان كشف تلك المعلومات لم يحن». وتعهد أن تصبح القضية «امام المحاكم بشفافية كاملة». ولفت إلى ان مدير الامن السابق والمشتبه بهم من العسكريين «ستتم محاكمتهم عسكرياً وفقاً للنظم المعروفة، لكن طبيعة التحقيق ستحدد شكل المحاكمة»، خصوصاً أن عبدالله نائب في البرلمان. إلى ذلك، قلل القيادي البارز في الحزب الحاكم مدير الاستخبارات السابق قطبي المهدي من حجم «المحاولة الانقلابية». وقال انها «مجرد لقاءات واتصالات ولم يقم منفذوها بعمل حقيقي، كما انه لم يثبت بأن هناك تنظيمات كبيرة تقف وراءها». في سياق آخر، حذر قطبي المهدي حكومة الجنوب من ان يؤدي «التلكؤ والتباطؤ» في تنفيذ اتفاق التعاون المشترك إلى «مزيد من التفكك والدمار في الاجهزة النظامية وانهيار دولة الجنوب». وقطع بأن «السودان ليست له حاجة ماسة الى اتفاق التعاون كما يحتاج اليه الجنوب». ورأى أنّ اتفاق التعاون بين الخرطوموجوبا «في غرفة الإنعاش»، مبيناً أن «التلكؤ من الجانب الجنوبي في شأن تنفيذ الاتفاق يؤكد الفوضى التي تضرب مفاصل النظام في الجنوب». وأرجع تأخر تنفيذ الاتفاق إلى «عرقلة متنفذين يعملون ضد الاتفاق في جنوب السودان وهم مستعدون لفرض سيطرتهم وإرادتهم على رئيس دولتهم سلفاكير ميارديت». وأضاف أن «إصرار هؤلاء على دعم التمرد في الشمال واستضافة قيادات المتمردين في جوبا يؤكد أن اتفاق التعاون غير قادر على الصمود». ووصل إلى الخرطوم المبعوث الرئاسي الاميركي إلى دولتي السودان وجنوب السودان برنستون ليمان. وباشر محادثات مع المسؤولين لتحريك جمود اتفاق التعاون بين البلدين بعدما تعثر بسبب الملف الامني وتمسك الخرطوم بفك ارتباط جيش الجنوبي مع متمردي الشمال قبل بدء ضخ نفط الجنوب عبر الشمال. وكان سلفاكير قال إن السودان «وضع عقبة جديدة» أمام ضخ نفط الجنوب إلى الاسواق العالمية بعدما فرض «شروطاً مستحيلة»، إذ طلب من الجنوب نزع سلاح متمردي «الحركة الشعبية - الشمال»، واعتبرها «مهمة مستحيلة».