نحن المسلمون في العالم، الذين يفوق عددنا بليون شخص، نؤمن بأن نبينا - صلى الله عليه وسلم-، جاء في وقت كانت تسود فيه الجاهلية، في جزيرة العرب، كان الناس يكتبون الشعر البليغ، لكنهم لم يكونوا أصحاب حضارة، ثم تأتي مجموعة بحث من عند فريق البحث لتقول تصورات مختلفة تماماً، عن أناس مثقفين يجرون حوارات لاهوتية راقية»... هذا بعض مايردده مسلمون... فكيف يرد عليه ميشائيل ماركس. يقول: «أن هذا ما أثبته مثلاً معرض روائع آثار المملكة الذي جاء أيضاً إلى برلين، لقد أظهرت محتويات المعرض أن شبه الجزيرة العربية، كان لديها تاريخ حافل قبل الإسلام، وعندما نتكلم عن العصور الكلاسيكية المتأخرة، فهناك العديد من العصور، مثل البيزنطية القديمة، والساسانية في فارس، وفي جنوب شبه الجزيرة العربية، في نجران وفي قرية الفاو، كانت فيها مدن ضخمة، هذا ما أثبته المعرض، وهذه المدن ما زالت آثارها موجودة في المملكة، وهناك عشرات آلاف من النقوش في جنوب الجزيرة العربية، مكتوبة بالخط الحَمْيَرِي، في غرب شبه الجزيرة أيضاً في قرية الفاو وتيماء ومدائن صالح وتبوك، هناك الكثير من النقوش. أما يثرب فكانت منطقة ثقافية عامرة، بل ربما كانت عاصمة لمنطقة أكبر. إن التاريخ لا يبدأ من عام الفيل. إننا ممتنون لمشاركة مشروعنا في معرض آثار المملكة في برلين، ونحن سعداء بوجود زملاء لنا في المملكة يقومون بأبحاث لدراسة فترة ما قبل الإسلام». ويضيف: «من وجهة النظر الأثرية، بعد نهاية القرن الرابع الميلادي لم يتم العثور على أصنام، في النقوش المتوافرة وهي يهودية ومسيحية، في المقابل نجد فيها مثلاً كلمة (رحمن)، الواردة في القرآن». ويزيد: «ما عثر عليه علماء الآثار من القرون الرابع والخامس والسادس الميلادية، ليس فيه ما يشير إلى عبادة الأصنام، لكن ما لم يثبت من الناحية الأثرية، يمكن أن يكون موجوداً على رغم ذلك. إن العمل التوثيقي يجب أن يكون الأساس، وأن يكون عملاً بحثياً أساسياً، قبل بناء المبنى الكبير». وحول ما تبرره البروفيسورة نويفرت من اختلاف ما ورد في السيرة عما تتبناه من آراء، بأن كُتَّاب السيرة كانوا من الصحابة يقول الباحث الألماني: «يمكن أن نجد في السيرة بعضاً من هذه الآراء، فيأتي ذكر المسيحيين، وكذلك يهود المدينة، والحديث عن جنوب الجزيرة العربية، والحديث عن القبائل العربية، إلا أنه يجب النظر إلى الهدف من كتابة السيرة، وأين جرت كتابتها».