في ليلة ظلماء، افتقدنا فيها «البدر»، وفي جلسة «مصارحة» ومسامرة، حكى لي بعض الأصدقاء الذين يعملون في المجال الرياضي منذ سنوات حكايات لم أكن أتصور بأن تحدث في رياضتنا السعودية. وفي البدء ظننت أن المسألة لا تتخطى المزاح والتسلية. ثم وبعد القسم والحلفان أدركت أن هذه الحكايات ربما تكون حدثت بالفعل: الحكاية الأولى: «القرد الأسود»: يقول أحد الرياضيين أن أحد الأندية تأهل ليلعب المباراة النهاية أمام الهلال قبل سنوات وأصر بعض «المستشارين» المقربين من إدارة النادي أن يسمحوا لهم باستشارة خبير «دنبوشي»، وحصل بالفعل أن ذهبوا لهذا «الدجال» الذي طلب منهم مبلغاً باهظاً من المال، ودفعوا المبلغ طمعاً في الفوز على الهلال في المباراة النهائية. ثم طلب منهم الساحر أن يجلبوا «قرداً أسود» حالك السواد، ويقطعوا رأسه، ويلطخوا قميصاً هلالياً به ثم يضعوه في ملعب المباراة بأي مكان. واحتار «المستشارون» في جلب القرد الأسود، ولكن بعد عناء طويل، وجدوا قرداً أسود شارداً في إحدى جبال الطائف وجلبوه، وقطعوا رأسه عند «المشعوذ» ولطخوا القميص الهلالي، وأحضروه لملعب المباراة خفية. والمفاجأة أن الهلال فاز في المباراة النهاية على فريقهم بفارق كبير من الأهداف، ولم تنفع دماء «القرد الأسود» في هزيمة الفريق الأزرق. الحكاية الثانية: قبل سنوات كان أحد أندية الدوري الممتاز مهدداً بالهبوط الى دوري الأولى، فاجتمع بعض محبيه «الجاهلين» وقرروا أن يلجأوا الى أحد خبراء «الدنبوشي» من القارة الأفريقية. وطبعاً طلب مالاً ثم طلب «يد ميت»، وبشرط أن تكون هذه اليد لميت دُفن حديثاً في مقبرة معينة، وسمّى لهم تلك المقبرة. وبعد تردد وتفكير قرر أحد محبي هذا النادي أن يتسلل ليلاً وينبش قبراً لميت مدفون في اليوم ذاته، وبالفعل تمكن من جلب اليد! وذهب بها الى المشعوذ الذي طلب أن يتم دفنها قريباً من ملعب المباراة «الفاصلة» التي تحدد الهابط بين فريقهم وفريق آخر منافس. وحصل أن هبط فريقهم، ولم تنفع «يد الميت» المقطوعة فغضب جمهور النادي «الهابط»، فعادوا باليد للمشعوذ لاسترداد قيمة «الدنبوشي» الفاشل. فضحك «المشعوذ»، وقال لهم هذه يد امرأة ميتة، وقد طلبت منكم يد رجل ميت! الحكاية الثالثة: ذهب أنصار فريق لمشعوذ مشهور، وطلبوا أن يصنع لهم «الدنبوشي» للفوز على الفريق المنافس وفي اليوم ذاته، ذهب أنصار الفريق المنافس للمشعوذ ذاته المعروف. فطلب المشعوذ من انصار الأول مليون ريال في حالة الفوز، وشرط أن يحصل على نصف مليون في حالة التعادل، وطلب من أنصار الثاني المبالغ ذاتها. وتعادل الفريقان وحصل المشعوذ على نصف مليون من الطرفين. وكل طرف كان سعيداً من نجاح «الدنبوشي» الكاذب. وقد كان أجدادنا رحمهم الله يرددون مقولة مشهورة وحكيمة؛ «رزق الهبل على المجانين». [email protected]