مع بواكير تطبيق الاحتراف في النصف الأول من تسعينيات القرن الماضي برزت أسماء للاعبين كانوا يومها يملؤون الأسماع، ويخطفون الأبصار، ويسرقون الأفئدة، ولذلك ظلت عدسات المصورين لا ترمش لها عين بوجودهم، وأقلام الصحفيين لا تفتأ تسجل سكناتهم قبل حركاتهم، حتى إذا ما أعلنوا مغادرة المستطيل الأخضر راغبين أو مرغمين، أغمضت الكاميرات عيونها، وجففت الأقلام حبرها، فباتوا نسياً منسياً، حتى لكأنهم ما ركضوا في ملعب، ولا زخّت أجسادهم بقطرة عرق، وما سجل لهم التاريخ لحظة أنهم كانوا هنا، وهو الجحود بعينه، والنكران بكل معانيه. و»دنيا الرياضة» إذ تستشعر المسؤولية تجاه هؤلاء اللاعبين تأخذ على عاتقها إعادتهم إلى دائرة الضوء في هذه الزاوية، لتعبر من خلالها عن الوفاء لما قدموه، وضيفها اليوم قائد فريق الاتحاد السابق عيسى خواجي. * متى بدأت ممارسة الكرة وكيف التحقت بالاتحاد؟. - في نهاية الثمانينيات في منطقة القوزين «جنوبجدة»، وكنت مولعا بلعب الكرة بشكل كبير، أما التحاقي بالاتحاد فقد اصطحبني مرة رجل لنادي الاتحاد وهو يقبع قديماً على طريق مكة، كنت أبلغ حينها ال 11 من العمر، تدربت بشكل طبيعي وشاهدني مدرب نمساوي يدعى «فريز» الذي اكتشف موهبة لاعبين كبار مثل سعيد غراب والنور موسى، وهو من أوصى بتسجيلي بعد أن أثبت نفسي في منطقتي الدفاع والوسط إلى جانب الهجوم، وتم تسجيلي ثاني يوم في الرئاسة العامة لرعاية الشباب بدرجة الأشبال، حتى أصبح عمري 14 سنة وانتقلنا للناشئين ومنها للفريق الأول، وكان برفقتي سعد بريك وحامد صبحي وعطية المالكي، وتدربنا في الفريق الأول تحت إمرة الألماني كرامر ويعتبر هذا الألماني من أفضل المدربين الذين مروا على نادي الاتحاد، تدربنا واستطعنا الحصول على مراكز لاعبين كبار أمثال هشام بكر ومصطفى ابو دلش وغازي كيال. * ماقصة خلافك مع بوكير؟. - لم يكن هنالك أي خلاف؛ إذ كنا نلعب أمام الأهلي في الدوري السعودي عام 1404 في استاد جدة، وتحصلنا على ركلة جزاء وكان الاتحاد حينها مغلوبا صفر 2وأضاع بوكير ركلة الجزاء أمام قائد وحارس الأهلي أحمد عيد، وفجأة تحصلنا على ركلة جزاء ثانية، وأتى بوكير لينفذها فرفضت ونفذتها بنفسي وسجلتها هدفا والحمد الله ثم سجلنا الهدف الثاني عبر إبراهيم سبيكة ثم سجل عبدالله زارع الهدف الثالث وتلك أفضل مباراة لي أمام النادي الأهلي. * يقال قديما إن غياب عيسى خواجي أمام الأهلي يعني الهزيمة للاتحاد؟. - الموجودون وقتها كان فيهم الخير والبركة، وكلنا على قلب واحد وحين اعتزلت الكرة كنت قلبا وقالبا مع النجوم الناشئين محمد خليوي أحمد جميل والأخير أثبت أنه على قدر المسؤولية، ولعب في مركزي وملأه بكل كفاءة واقتدار وأصبح قائدا للاتحاد. * ما أجمل وأسوأ لحظة مرت بك أثناء مشوارك الرياضي. -أجمل لحظة رياضية لا أنساها كانت مباراتنا أمام النصر في الدوري والتي انتهت سلبية، الجميل في الموضوع أنني استلمت يومها جائزة من الأمير طلال بن منصور كانت عبارة عن مبلغ 10 آلاف ريال، والأمير طلال والد لي اشكره على وقفته الدائمة معي ودعمه الكبير لي شخصياً، وفرحت حينها جداً، ويعتبر المبلغ في تلك الفترة كبيرا، أما أسوأ اللحظات فكانت حين لعبت أمام الهلال في استاد جدة وكان الهلال لديه لاعب اسمه «فهودي» ومن كرة عالية اصطدمت معه وأصيب في ظهره، تلك الإصابة التي تسببت بها لن أنساها ومازلت أتذكرها جيداً. «الدنبوشي» لم يجلب لنا البطولات . . والنصر منحني أكبر المكافآت * متى اعتزلت الكرة وكيف اتخذت القرار. - اعتزلت الكرة بشكل رسمي عام 1404 ه، اتخذت قرارا نهائيا بترك الكرة بعد مجيء أحمد جميل ومحمد خليوي واطمئناني على دفاع الاتحاد. * ماذا فعلت وإلى أي مجال اتجهت بعد ترك الكرة. -اتجهت للتحكيم ولمدة ثلاث سنوات وتم ترفيعي للدرجة الأولى، أدرت مباراة بين الأهلي والاتحاد لدرجة الشباب وجاءني الأمير محمد العبدالله الفيصل (رحمه الله) وطلب مني أن أكون محايدا، وشدّد على أهمية قيادتي المباراة بنجاح، والحمد لله قدت المباراة بشكل جيد، وبعد نهايتها جاءني الأمير محمد وأثنى على قراراتي رغم أنني منحت ركلتي جزاء للاتحاد ضد الأهلي وانتهت نتيجتها بالتعادل 2-2. * لماذا لم تكمل مشوارك التحكيمي؟. - تعرضت لحادث مروري ونتج عنه كسر في الحوض والرقبة، وبعدها لم أستطع العودة للتحكيم أو ممارسة الكرة، بعد الحادث كنت في غيبوبة تامة لمدة شهرين ونصف والحمد الله الذي أعادني للحياة مرة أخرى. *ماهو مجال عملك الحالي؟. - حالياً متقاعد من بنك تجاري ومستقر في منزلي بين أبنائي. * توليت إدارة بعض الفرق في نادي الاتحاد حدثّنا عن تجربتك؟. - كنت مع سعيد غراب وحمود القرني نعمل في مدرسة كروية داخل نادي الاتحاد، وللأسف الشديد جاء رئيس ناد اتحادي جديد وقام بإغلاق المدرسة، ولا أحب ذكر اسمه. * لماذا لم تتجه لقطاع التدريب؟. - كان بودّي أن أصبح مدرباً لكن وبعد إغلاق المدرسة شعرت باليأس وتوقفت عن التفكير في التدريب. * ماذا عن أبرز مشاركاتك مع المنتخب السعودي؟. -لعبت في دورة أزمين بتركيا ودورتي الخليج الرابعة والخامسة. * فجرت قضية إعلامية كبيرة حيال تصريحك عن الدنبوشي، حدثنا عنها؟. - الدنبوشي كان موجودا قديماً وحالياً في الشوارع، ويراهن البعض على الفوز ويتحقق ذلك، المسألة موجودة لكن نحن لا نؤمن بهذا الشيء، وقديماً كان الأمير طلال بن منصور يتحصّن بالقرآن الكريم، نسمع بعض العبارات من أن جماهير تعمل الدنبوشي، ونحن لا نهتم بذلك، الإدارة لم تعمل دنبوشي أبدا، وقدرة الله فوق كل شيء . رئيس أغلق مدرسة (العميد) . . وأعضاء ابن داخل سيقودونه للفشل * هل يمكن أن يكون الاتحاد حصل على بطولات بسبب الدنبوشي؟. - نحن لا نؤمن بهذا الشيء، ولو كان فيه دنبوشي كان الهند بطلة العالم!!. * من هم اللاعبون السابقون الذين كنت تحب اللعب معهم؟. - عطية المالكي وحامد صبحي وسعد بريك. * من الحاليين من تريد اللعب معه؟ - مدافع الاتحاد رضا تكر الذي تجاوز ال 38 سنة وما يزال يقدّم أفضل أداء. * شكّل منتخب «عيسى خواجي» خليطا ما بين القدامى والحاليين مع مدرب وإداري. -بكر خليل حارس مرمى، وفي خط الدفاع من اليمين لليسار عطية المالكي حامد صبحي وعيسى خواجي وسعد بريك، وفي الوسط خالد سلطان، ويحيى عامر وحامد سبحي، وفي المقدمة إبراهيم سبيكة وعبدالله زراع وحسام أبو داوود رأس حربة صريح، أما إدارياً فأختار الدكتور عبدالرزاق أبو داوود والمدرب غنيمه الحربي. * من هو أسطورة كرة القدم السعودية برأيك؟. -الأسطورة الوحيدة في السعودية ماجد عبدالله. * هل لا تزال على تواصل مع النادي، ولماذا لا يتم الاستفادة من خبراتك؟. - أتواصل مع إدارة الاتحاد حالياً بشكل متقطّع ولا أجد التقدير. * هل صحيح أنك دخلت الاتحاد يوما ولم يعرفك أحد؟. - هذا صحيح للاسف، الإنسان الوحيد الذي أخذني ووضعني بعين الاعتبار هو قائد رابطة الاتحاد صالح القرني، بينما الإدارة تجاهلتني على الرغم من أنني قائد الاتحاد سابقاً. * ما رأيك في إدارة محمد بن داخل الحالية، وهل تملك القدرة برأيك على تحقيق طموحات الاتحاديين؟. - أنا أعرف رئيس الاتحاد محمد بن داخل قبل ثلاثين سنة، هو إنسان طيب ومخلص، أعتقد أنه يستطيع تحقيق النجاح في حال توافر أعضاء جيدين في إدارته وجميع الموجودين لا يستحقون البقاء عدا عيد الجهني. مع عيد الصغير قبل مواجهة الاتحاد أمام النصر بوكير تحول من مساعد مدرب إلى محترف!! * لماذا أغلب المدربين القدامى في الرياضة السعودية يحملون الجنسية النمساوية؟. لأن الكرة النمساوية قديماً كانت مميزة وكانت مطلوبة قديماً لكفاءتها. * ما أول بطولة رسمية حققتها مع (العميد). أول بطولة رسمية حققتها كانت الدوري المشترك أمام الشباب عام 1402. * تطرقت للمدرب كرامر، هل صحيح أن مساعده بوكير أتى مساعدا فني له ثم لعب محترفا في الاتحاد؟ نعم صحيح أتى ثيو بوكير مساعدا فنيا لكرامر، ثم عاد ولعب الكرة معنا، بعد أن كان يتدرب بشكل يومي في معسكر النمسا، لاعب فنان في المحور ويعتبر من أفضل الأجانب الذين رأيتهم. عيسى خواجي مع ابنه وحفيده