أغلقت السلطات الأفغانية الجامعات في العاصمة لعشرة أيام، بعد مقتل طالب وجرح عشرات في صدامات بين طلاب سنة وشيعة في جامعة كابول. وأشار الناطق باسم وزارة الداخلية الأفغانية صديق صديقي إلى أن الطالب القتيل توفي بعد إلقائه من نافذة في الطابق الثالث لسكن الطلاب، حيث وقعت مواجهات. ونبّه إلى أن إغلاق الجامعات «تدبير احترازي لإصلاح المباني وتهدئة الخواطر»، مشيراً إلى أن «شيعة أرادوا السبت إحياء ذكرى عاشوراء خارج مسجد الجامعة، بعد أدائها داخله، الأمر الذي رفضه السنّة، وأدى ذلك إلى اشتباك بالأيدي والحجارة والعصي وكل ما عثر (الطلاب) عليه». وشدد على أن «المجموعتين عادتا إلى الحوار بعد ذلك، ولم تعد هناك مشكلة». ونُظمت في أفغانستان التي تضم أقلية محدودة من الشيعة، تجمّعات سلمية في ذكرى عاشوراء، ولكن قُتل العام الماضي أكثر من 80 شخصاً، بتفجير انتحاري خلال إحياء الذكرى في كابول. في غضون ذلك، قُتل خمسة أشخاص وجُرح 90، بتفجير قنبلة لدى مرور موكب عاشوراء، في مدينة ديرا إسماعيل خان شمال غربي باكستان، والتي تُعتبر معقلاً لحركة «طالبان» ومجموعات مرتبطة بتنظيم «القاعدة». وقتل 7 شيعة في المنطقة ذاتها السبت، بينهم 4 أطفال، بتفجير قنبلة، مع نهاية أسبوع دموي أودى بحوالى 40 شيعياً. وأعلن الناطق باسم «طالبان باكستان» إحسان الله إحسان أن التفجير أمس «هجوم انتحاري، ونتبناه». وسخر من تجميد السلطات الباكستانية منذ الجمعة الماضي، خدمة الهاتف الخليوي في المدن الكبرى، وحظر سير الدراجات النارية، سعياً إلى إحباط أي هجمات خلال عاشوراء، إذ خاطب وزير الداخلية الباكستاني رحمن مالك، قائلاً: «لا يمكنك وقف نشاطاتنا ضد الشيعة وقوات الأمن، وهذا فشل لقواتك الأمنية وللشرطة والجيش». إلى ذلك، أوردت صحيفة «ميل أون صنداي» البريطانية امس، أن الفتاة الباكستانية ملالا يوسف زاي، الناشطة في الدفاع عن تعليم البنات في بلادها، تنوي الإقامة في شكل دائم في بريطانيا حيث تتلقى العلاج إثر محاولة حركة «طالبان» قتلها. وأشارت الصحيفة إلى أن الحكومة الباكستانية عرضت على ضياء الدين، والد ملالا، عملاً في قنصليتها في مدينة برمنغهام حيث تُعالَج ملالا (15 عاما)، كما ستؤمّن له مسكناً وسيارة، إذ «تشعر بأن لديها واجب رعاية ملالا وعائلتها، لأن الوضع بالنسبة إليها في باكستان خطر جداً». وفي كابول، أعلنت وزيرة شؤون المرأة الأفغانية حُسن بانو غضنفر تسجيل 3500 حالة عنف ضد النساء في البلاد، في النصف الأول من السنة الأفغانية التي بدأت في 21 آذار (مارس) الماضي. وإذ صادف امس اليوم العالمي للقضاء على العنف ضد المرأة، لفتت ثريا سيهرانغ، وهي عضو في لجنة حقوق المرأة الأفغانية، إلى 70 جريمة قتل بين تلك الحالات.