رحب رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي والكتل السياسية العراقية بالاستراتيجية التي أعلنها الرئيس باراك أوباما لقتال «داعش»، واعتبروها «كسباً للعراق ولجميع دول المنطقة والعالم بسبب ما يشكله هذا التنظيم من خطر على الجميع». من جهة أخرى، دعت أطراف سياسية إلى الإسراع في ملء الشغور في الحكومة الجديدة لأن الوزارات الأمنية هي الجهة المعنية في التنسيق مع الأطراف الدولية». وتباينت مواقف الأطراف الشيعية والسنية من توسيع العمليات إلى سورية. وجاء في بيان للمكتب الإعلامي لرئيس الوزراء حيدر العبادي، أن العراق يرحب باستراتيجية أوباما «في حربه ضد داعش والجماعات الإرهابية»، وأشار إلى أن «دحر هذا التنظيم الإرهابي على الأراضي العراقية واجب العراقيين أنفسهم، على رغم الحاجة إلى دعم ومساندة المجتمع الدولي». ورحب «بالخطوات المتخذة لحشد تحالف دولي ضد التنظيم لإنهاء وجوده في المنطقة وبأي تعاون إقليمي فاعل وإيجابي لمحاربة هذه العصابات الإجرامية، بما يضع مصالح الشعوب فوق المصالح الطائفية وغيرها». وأشار إلى أن «تنظيم داعش خطير وتمدده يمثل انتكاسة كبيرة للسلم والأمن في المنطقة والعالم»، ودعا كل الدول إلى «محاربة الفكر والأيديولوجيا التي تتبناها هذه التنظيمات الإرهابية وإشاعة روح التسامح». وقال النائب عن «التحالف الوطني» الشيعي إسكندر وتوت، إن «ما تعهده أوباما في خطابه يعد كسباً للعراق وسورية ولكل العالم لأن هذا التنظيم بات يشكل خطراً على الأمن الإقليمي والعالمي من دون أن يستثني أحداً». وأضاف أن «القضاء على خطر داعش بات ضرورة ملحة في المرحلة الحالية كما أن القضاء على الإرهاب في العالم بشكل كامل يتطلب تجفيف منابعه ومحاربة الفكر التكفيري الذي يدرس في بعض الدول، لذلك ندعو رجال الدين والعقلاء إلى العمل على محاربة مثل هذه الأفكار المغذية الداعمة للفكر الإرهابي». وعن المؤتمر الذي عقد في جدة السعودية أمس، قال إنه «تكملة لمؤتمر عقد في العراق من قبل». واعتبر «توقيته ومكان انعقاده دلالة كبيرة على وجود خطوات سعودية جدية في مجال مكافحة الإرهاب». إلا أن وتوت المقرب من رئيس الوزراء السابق نوري المالكي انتقد «ما تقدمه السعودية والولاياتالمتحدة من دعم وتسليح للمعارضة السورية لأن هذه الخطوة هدفها إضعاف الحكومة السورية وتمكين الجماعات من السلاح الذي يصل في النهاية إلى داعش». ودعا «إلى الإسراع بتسمية الوزراء الأمنيين في الحكومة الجديدة». وتوقع أن «تحسم هذه المسألة خلال الأسبوع المقبل لصالح رئيس منظمة بدر هادي العامري، على رغم ما أبداه بعض الأطراف من تحفظ بحجة قيادته مسلحين شيعة». وكان الرئيس الأميركي باراك أوباما تعهد توجيه المزيد من الضربات الجوية إلى مقاتلي تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق وسورية». وقال في خطاب إن استراتيجيته تعتمد على قيادة تحالف يضم دولاً في المنطقة لمهاجمة التنظيم وإضعافه ثم القضاء عليه نهائياً. وأعلن أن الولاياتالمتحدة «ستقود تحالفاً واسعاً لدحر التهديد الإرهابي». وأوضح «أنه سيتخذ خطوات محددة تتضمن شن هجمات جوية منتظمة ضد الإرهابيين». وذكر «أن الولاياتالمتحدة ستعتمد على «قدراتها في مواجهة الإرهاب»، بالإضافة إلى شركاء في الشرق الأوسط. وإذ أشار إلى أنه «سيدعم المعارضة السورية لتكون قادرة على التوازن مع تنظيم «الدولة الإسلامية» والعمل على إيجاد حل للحرب هناك»، جدد تأكيده على أن واشنطن لن تنخرط في حرب برية أخرى ضد المسلحين المتشددين، وستدعم القوات التي تضطلع بذلك. من جهة أخرى، قال النائب عن «تحالف القوى العراقية» السنية خالد العبيدي، إن «ما أعلنه الرئيس الأميركي مهم جداً لأننا ينتابنا خوف من أن تكون الضربات موجهة إلى الإرهاب في العراق وحده، وهذا لم يكن كافياً. لا أن التدخل الجوي الأميركي قد لا يكون كافياً لأننا سنكون أمام مشكلة أخرى، وهي من يمسك الأرض في حال خروج مسلحي داعش من العراق، فنحن لا نمتلك القطعات العسكرية الكافية من حيث العدة والعدد للانتشار وحفظ الأمن، ما قد يهدد بخلق فوضى وبروز عصابات منظمة»، كما اعتبر «مؤتمر جدة بادرة إيجابية خاصة بوجود العراق ممثلاً بوزير الخارجية إبراهيم الجعفري». وأشار إلى أن «المؤتمر يعتبر رسالة واضحة إلى العالم أن الحكومة السعودية لا علاقة لها بالإرهاب، وأنه من غير المعقول أن تموله لأنها أكثر المتضررين منه». وعما أثير من تحفظات عن تولي هادي العامري حقيبة الداخلية، قال: «كانت هناك تحفظات بسبب تزعمه ميليشيات، وهو ما يثير مخاوف بعض الأطراف إلا أن اعتراض على شخصه لأنه وطني وكفوء». وكان أمير عشائر الدليم قال في مؤتمر صحافي أول من أمس، إن الأطراف السنية وممثلي المحافظات المنتفضة يرفضون تولي العامري حقيبة الداخلية.