تقف الشابة هتون عبدالعال (27 عاماً) كل صباح أمام المرآة لمدة دقيقتين لتقوم بتمرين خاص باتزان الطاقة كانت قد تعلمته من إحدى دورات «الطاقة» التي تبحث عنها بشغف لتلتحق بها، بهدف الإحساس بطعم السعادة في حياتها اليومية، إذ تتنوع عمليات إطلاق مكامن الطاقة باختلاف مواقعها في جسد الإنسان، وبمسميات مختلفة لنوعية التدريبات أبرزها «عجلات النور». وتعد هتون عبدالعال فرداً من ضمن مجموعة من السعوديات والسعوديين الذين يزداد إقبالهم في الآونة الأخيرة، على دورات «علم الطاقة»التي وجدوا فيها ضالتهم في تنمية طاقتهم الإيجابية وتوظيفها لجلب السعادة في الحياة، إضافة إلى كشف الدورات عن قدرات أشخاص قد تكون خارقة لدى البعض، وطبيعية لدى من يعرف هذا العلم. وتحاول هتون اكتشاف العالم «اللامحسوس» من خلال التمارين التي تلقتها في إحدى دورات الطاقة، لتنطلق بعد ذلك في تأدية وظائفها الحياتية المختلفة، كما تعلمت أن تقوم بعملية تنظيف مناطق الطاقة السبع في جسدها والتي تسمى «الشكرات» أو «عجلات النور» في اليوم الذي لا تشعر فيه برغبة في القيام بأي نشاط. فيما توضح سعاد طه (25عاماً) أنها تود التعرف على مكامن الطاقة للاستفادة منها في حياتها عامة، وعملها الذي يستوجب منها العمل بيقظة ذهنية وجسدية طوال 12 ساعة يومياً، بسبب عملها كمربية في إحدى دور الرعاية. وقد يكون التيقّظ وإبقاء الطاقة في حالة عالية هو ما يشغل بال هتون وسعاد، إلا أن ماجدة التميمي (30 عاماً) تطمح إلى تلقي دورات الطاقة بصورة مكثفة لإطلاق قدراتها الداخلية من خلال تركيز طاقتها على الأشياء. وتقول التميمي «رغم ما نحصل عليه من معلومات مهمة في تلك الدورات إلا أنها تُعتبر مبادئ بسيطة، فهناك أساليب متقدمة لاستخدام الطاقة كأن يُركِّز الشخص على الشيء فيحركه بعينيه مثلاً أو أن يستبصر المستقبل بشفافية يتم تدريبه إذا كانت لديه تلك الهبة، خصوضاً إذا كان الأشخاص في الأساس لديهم بعض القدرات الفطرية التي يعملون على تنميتها». من جهتها، أكدت الاختصاصية في علم النفس المساعد ومدربة قوة الطاقة البشرية الدكتورة تغريد جليدان أن أهمية الطاقة في حياة الإنسان تكمن في أن كونه مخلوقاً مثل بقية المخلوقات تحيط به طاقة هي عبارة عن مجال كهرومغناطيسي، والإنسان مزود بهذه الطاقة منذ ولادته، ومعرفة الإنسان بالأسلوب الأمثل لاستخدام الطاقة تمنحه القوة، خصوصاً في أوقات الضعف والمحن، إضافة إلى أنه باستخدامها الصحيح إيجابياً يُسهل عملية الاتصال مع كل ما يحيط به في الكون وكل المخلوقات التي خلقها الله تتمتع بطاقة إيجابية تمنح القدرة على الاتصال الجيد مع الذات ومع الكائنات الأخرى. وأوضحت جليدان أنه «قد يبدو غريباً رؤية «هالة» الأشخاص أو المجال اللامرئي الكهرومغناطيسي للأفراد، رغم ثبوت ذلك فعلياً من طريق العلم والبحث والدرس في علم الطاقة». وبينت جليدان أن «الشكرات» هي عبارة عن «عجلات النور» ومناطق الحصول على الطاقة من الكون وتوزيعها وعكسها على جسم الإنسان حسب موقعها في الجسم وكلما كانت تلك «الشكرات» نشطة كلما أصبحت أفضل في اكتساب الطاقة.