ربما لم تكن مفاجأة كيف تحدى السويدي زلاتان ابراهيموفيتش الجاذبية وسجل احد أجمل الأهداف في تاريخ كرة القدم في شباك المنتخب الانكليزي فبعد كل هذا هو قادر على القفز والتسديد لأنه يحمل حزاماً اسود في لعبة التايكوندو منذ نعومة أظفاره. كان عمره 17 عاماً حين احتضنه نادي «اغنيت» في مدينة مالمو السويدية، حتى انه حصل على عضوية من النادي الايطالي للتايكوندو حين كان يلعب مع فريق ميلان. منذ ذلك الحين استخدم مهاراته القتالية المذهلة في العديد من المحطات للدفاع عن نفسه طبعاً كما يتحدث الهداف الفارع الطول. مرونة ابراهيموفيتش تعتبر ابرز عناصر نجاحه في كرة القدم وهي ساعدته يوماً على القفز وتسديد زميله السابق انطونيو كاسانو في رأسه. وشاهد العالم واحد من أجمل الأهداف عالمياً على الإطلاق بعد ان استعرض السويدي مهارته من 30 متراً استقرت في شباك الانكليز، الهدف جاء بعد اقل من أسبوعين على نيله بطاقة حمراء خلال مشاركته مع باريس سان جرمان في الدوري الفرنسي حين سدد الكرة نحو السماء. لزلاتان العديد من المحطات المثيرة للجدل فمرة تحدث كيف راوغ المدافع السويسري ستيفان هنشوز يوم كان الأخير لاعباً في ليفربول قائلاً: «ذهبت إلى اليمين فذهب معي ثم تحركت إلى اليسار ولحقني وفي المرة الثالثة عدت إلى اليمين فذهب هنشوز لشراء هوت دوغ في إشارة إلى خداعه». وحين وصل إلى فرنسا كان يبحث عن شقة وبعد فترة من البحث المضني، قال: «انا ابحث عن شقة وإذا لم تعجبني واحدة سأشتري الفندق الذي انزل فيه». اما حين سئل عن الرياضي الذي يرى نفسه فيه قال: «بالطبع محمد علي كلاي بخاصة حين كان يسقط خصومه بالضربة القاضية في الجولة الرابعة». ولد زلاتان ابراهيموفيتش في مدينة مالمو السويدية ابنا لسيفيك ابراهيموفيتش وجوكا غرافيتش لكن والديه انفصلا وعمره عامين فقط وعانت عائلته من الخمر والمخدرات وهذا ما انعكس على شخصيته: «كنت دائماً متوحش ومعتوه ولا استطيع السيطرة على نفسي وبصراحة لم يتغير الكثير من شخصيتي». والده كان صاحب شخصية مشابهة ويقول زلاتان في سيرته الذاتية «حصلت على دراجة هوائية (بي أم اكس) فأطلقت عليها اسم (فيدو ديدو) نسبة إلى شخصية كرتونية كنت أتابعها بشعر سبايكي وهذه الدراجة كانت أجمل شيء بالنسبة لي لكنها سرقت خارج مجمع روزنغارد للسباحة فما كان من والدي الا ان ذهب إلى هناك ووجه درساً للجميع فهو من النوع الذي لا يحب ان يأخذ احد إغراض أولاده عنوة». شخصية العملاق السويدي مع زوجته فيها بعضاً من الحدة أيضاً فهو يرفض ان يشتري لها هديه في عيد ميلادها «لم اشتري لها هدية عيد ميلاد فهي تملك زلاتان ابراهيموفيتش». ابراهيموفيتش يقدر نفسه جيداً ففي عام 2003 تقدم لاستخراج علامة تجارية معممة في السوق الأوروبية باسم «زلاتان أند زلاتان ابراهيموفيتش» وهي تختص بالرياضة وأمور أخرى. لعب ابراهيموفيتش للعديد من الفرق خلال مسيرته وفي كل مرة كان يترك ذكرى عبر معركة مع احد زملائه فخلال مسيرته مع يوفنتوس وجه لكمة إلى وجه زميله الفرنسي جوناثان زيبينا وخاض عراكاً عنيفاً مع قلب الدفاع الأميركي اوغوتشي اونيو. عن الحادثتين قال: «زيبينا سقط على الفور ليس كما هو حال (الحيوان الاميركي) كما وصفه فهو كبير مثلي فقد اصابني بكسر في احد اضلاعي». حادثة واحدة لم يجد لها تفسيراً لغاية الان وهي عند لقائه مع المدير الفني الفرنسي ارسين فينغر إذ كان قاب قوسين او ادنى من الانتقال الى ارسنال عام 2000 «لقد منحني ارسين القميص رقم 9 الشهير وعليه اسمي حتى انني تصورت وانا ارتديه وكانت لحظة رائعة بالنسبة لي واعتقدت انني سأنتقل الى هناك، إذ كانوا يملكون فريقاً رائعاً لكن المدير الفني الفرنسي لم يتحرك بعدها، فلم يكن جدياً حين طلب مني ان اخوض تجربة مع فريقه، أي نوعية من اللاعبين اكون لو وافقت على التجربة هناك قبل ان ينتهى به المطاف لاعباً في اياكس امستردام الهولندي. واعترف ابراهيموفيتش بقيادته للسيارات بتهور: «انا رجل اقود كرجل مجنون ففي مرة من المرات وصلت سرعتي الى 325 كلم في الساعة، وخلال وجودي مع برشلونة كان ممنوع ان يذهب اللاعبون الى التدريب بسياراتهم الرياضية، فاعتقدت ان هذا امر سخيف فليس من شأن احد ان يحدد لي السيارة التي اقودها». بالحديث عن برشلونة يشعر زلاتان بالمرارة حين يتذكر ما حدث معه هناك ولا يعتقد انه كان جزءاً من افضل تشكيلة مرت بتاريخ النادي، علماً بأن علاقته وصلت الى الحضيض مع النادي حين واجه مدربه بيب غوارديولا في مكتبه: «كان يحدق بي وانا خرجت عن طوري تماماً، فقلت له انك لست رجلاً وربما اسوأ من ذلك، فقد رميت صناديق تتعلق بالتدريبات كانت في مكتبه وحطمت اشياء اخرى وهو لم يقم باي رد فعل فقط اعادة بعض الاغراض الى مكانها، وبصراحة انا لست عنيفاً لكن في ذلك الوقت لو كنت مكانه لكنت شعرت بالخوف بالفعل». نقطة اضافية سجلها ابراهيموفيتش في مواجهة انكلترا حين سجل (سوبر هاتريك) في شباك جو هارت: «الانكليز اذا لم تستطع ان تسجل في شباكهم فأن صحافتهم تعتبرك لا شيء وانا سعيد بأنني اخرستهم الان».