في تحرك ووُصف بأنه «استباقي» لقطع الطريق أمام مسعى لتغيير داخل النظام الحاكم في السودان من قبل «عناصر ناقمة» على سياسات الرئيس عمر البشير، أعلنت الخرطوم أمس إحباط «محاولة تخريبية» لنشر الفوضى واضطرابات في البلاد واغتيال رموز في الحكم، وأوقفت 13 شخصية عسكرية وأمنية ومدنية محسوبة على التيار الإسلامي الحاكم، أبرزها المدير العام لجهاز الأمن والاستخبارات السابق الفريق صلاح عبدالله «قوش». وشهدت الفترة منذ انفصال جنوب السودان في تموز (يوليو) 2011 حراكاً من عناصر إسلامية - عسكرية ومدنية - تدعو إلى إصلاحات في البلاد واجراء تغيير في تركيبة الحكم ومراجعة خياراته السياسية باعتبارها أوصلت السودان إلى مرحلة يمكن أن يتشظى فيها. وطرحت مجموعات من الإسلاميين مذكرات تطالب حزب المؤتمر الوطني الحاكم باصلاحات ومحاربة الفساد وتسوية أزمة دارفور، كما انتقدت الأوضاع السياسية في البلاد عموماً. كذلك برزت قيادات عسكرية إسلامية ناقمة على الأداء العسكري والسياسي، والتفّ حول بعضها «مجاهدون» متطوعون يقاتلون إلى جانب الجيش في العمليات العسكرية، خصوصاً في الجنوب. ولم تشهد العاصمة الخرطوم إجراءات أمنية استثنائية أمس وكانت الأوضاع طبيعية وخلت الطرق من أي وجود عسكري لافت، على رغم معلومات صباحية تداولتها مواقع إخبارية سودانية كانت قد تحدثت عن تحركات لافتة لآليات عسكرية في عدد من المواقع الحساسة في العاصمة فور شيوع الأنباء عن المؤامرة المزعومة. وأعلن وزير الإعلام أحمد بلال عثمان اعتقال 13 شخصية عسكرية وأمنية ومدنية، بينها الفريق صلاح عبدالله «قوش» وكل من قائد سلاح النقل السابق اللواء عادل الطيب والعميد في الاستخبارات العسكرية محمد إبراهيم الشهير ب «ود إبراهيم». وكشف الوزير في مؤتمر صحافي، أمس، أن الأجهزة الأمنية كانت ترصد تحرك المجموعة «التخريبة» وسعيها إلى إحداث فوضى واغتيال بعض قادة الحكم. وأوضح أن «المجموعة التخريبية» حددت الخميس 15 تشرين الثاني (نوفمبر) الجاري «ساعة الصفر» لتنفيذ مخططها، لكنها عدّلت ساعة التحرك إلى أمس الخميس. وراجت معلومات لم يمكن التحقق من صحتها أن لائحة المعتقلين تتضمن اللواء كمال عبدالمعروف قائد القوة التي حررت منطقة هجليج من الجيش الجنوبي في وقت سابق هذا العام، واللواء فتح الرحيم عبدالله قائد القوة السودانية - التشادية المشتركة، وقائد سلاح المدرعات السابق اللواء صديق فضل. وقالت مصادر مطلعة ل «الحياة» إن العناصر المدنية المعتقلة تُعتبر من «شباب الإسلاميين المجاهدين من المتطوعين في قوات الدفاع الشعبي التي تقاتل إلى جانب الجيش، ولديهم ارتباط وثيق مع قيادات عسكرية ضمن المتهمين مثل العميد ود إبراهيم».