أكدت ل «عكاظ» مصادر رفيعة في السودان أن العمليات التي أحبطتها السلطات السودانية ووصفتها ب «التخريبية» كانت ترمي إلى الإطاحة بحكم عمر البشير. وأوضحت أن عملية الانقلاب على النظام كان مزمعا تنفيذها الخميس قبل الماضي، الموافق 15 نوفمبر، ولظروف وصفت ب «التكتيكية» اختار المخططون تأجيل التنفيذ إلى صباح اليوم الجمعة. وفيما أعلن السودان رسميا عن إلقائه القبض على رئيس جهاز الأمن والاستخبارات السابق الفريق صلاح قوش و12 آخرين مسؤولين في الجيش وقوات الأمن، كشفت مصادر «عكاظ» أن من أبرز المخططين، بجانب الفريق قوش، العميد محمد إبراهيم عبدالجليل الشهير ب «ود إبراهيم» وهو قائد سلاح المدرعات، والمشارك في حرب الجنوب وتحرير «أبيي»، والعقيد فتح الرحيم عبدالله سليمان، قائد القوات السودانية التشادية المشتركة. وكان وزير الإعلام المتحدث الرسمي لحكومة السودان أحمد بلال عثمان قال في مؤتمر صحافي أمس «إن المسؤولين اتهموا بالتحريض على الفوضى، واستهداف بعض القادة ونشر الشائعات عن صحة الرئيس البشير». وجاءت تصريحات وزير الإعلام عقب إعلان المركز السوداني للخدمات الصحفية عن «إحباط مخطط تخريبي فجر أمس، يهدف إلى اضطرابات أمنية في البلاد، وتقوده شخصيات من قوى المعارضة»، وذلك نقلا عن مصدر بجهاز الأمن والاستخبارات الوطني. ونفى المتحدث الرسمي لقوات الشرطة السودانية اللواء السر أحمد عمر في تصريح ل «عكاظ» الأنباء حول تحرك 4 مدرعات ودبابتين في شارع عبيد ختم وسط الخرطوم البارحة الأولى، وقال «نفذت الأجهزة الأمنية بالتنسيق المشترك عملية استباقية، أفشلت مخططا تخريبيا، دون أن يحدث ذلك تغيرا ملحوظا في الحياة العامة، فأنا أكلمك الآن من عمق السوق في الخرطوم، والوضع طبيعي تماما». وفي مقابل اتهام السلطات السودانية بضلوع المعارضة في هذه العملية، دحض الرئيس التنفيذي لتجمع قوى المعارضة فاروق أبو عيسى ذلك جملة وتفصيلا، وقال ل «عكاظ» إن جميع المتهمين من رجالات البشير وحاشيته، ومن عمق سلطته، فنحن سعداء بأنهم انكشفوا، ليجسدوا للعالم الانشقاقات الحاصلة في داخل النظام. وأضاف: «نحن نؤكد عدم صلتنا بهذه العملية إطلاقا، وقد اخترنا لأنفسنا الطريق السلمي لتصفية النظام وإزاحته، سواء بالإضراب، أو التظاهر، أو الاعتصام، إلى أن تأتي مرحلة الانتفاضة والثورة». وقال «نرفض في الوقت ذاته الانقلاب لتغيير السلطة، فقد اكتوينا بنار الانقلابات العسكرية، فأضرتنا ولم تنفعنا».