تطلق جامعة الدمام، الأسبوع المقبل، ملتقى «التسويق لغة العصر... وبوابتك للتوظيف السعودي»، بهدف تصحيح الصورة الذهنية عن هذه المهنة. ويشارك في الملتقى الذي يتواصل على مدار يومي الأحد والاثنين المقبلين، مهتمون بالتسويق، من مستثمرين، ومديري توظيف في قطاع الأعمال الحكومية، وقطاع الشركات. ويضم الملتقى باحثين وطلبة في مجال التسويق. وخُصص اليوم الأول للباحثات وطالبات قسم التسويق. ويفتح أبوابه التاسعة صباحاً، أمام المهتمات بمجال التسويق من قياديات في القطاعين «العام والخاص» ومستثمرات في السوق السعودي. بينما خُصص اليوم الثاني، لاستقبال رجال الأعمال والمهتمين بمهنة التسويق، من تنفيذيين ومديرين عموميين في القطاعين «العام والخاص»، للالتقاء بالباحثين وطلبة قسم التسويق في الجامعة. وتعد الدفعة المقبلة على التخرج من طلاب قسم التسويق في جامعة الدمام، الأولى في تاريخ الكلية. فيما خرّجت الجامعة مئات الطالبات المتخصصات في التسويق، وبلغ عدد خريجات الدفعتين الثامنة والسابعة في العامين الماضيين، من عمر القسم نحو ألف طالبة، وجدت معظمهن طريقهن إلى سوق العمل، وحُزْنَ مناصب في القطاعين العام والخاص بعضها تُعد «مناصب قيادية». وذكرت مشاركات في الملتقى من قسم التسويق بجامعة الدمام، أنه «آن الأوان لتصحيح الصورة الذهنية عن تخصص التسويق، كدراسة أكاديمية، وكمهنة عملية لا تضاهيها كثير من المهن، خصوصاً في ظل الطلب المتزايد على مسوقين ومسوقات، من قِبل مؤسسات وشركات القطاع الخاص». وذكرت فدوى المشاري، أن الملتقى يسعى إلى «تسويق التخصص، الذي يُعد من أهم التخصصات المهنية في قطاع الأعمال»، لافتة إلى أن السوق السعودي بوجه عام وقطاع الأعمال في المنطقة الشرقية، تحديداً «يعاني شحّ المتخصصين في التسويق، وأن قسم التسويق في جامعة الدمام من شأنه أن يدعم المؤسسات الكبرى والمتوسطة، وحتى الصغيرة، بكفاءات وطنية قادرة على تلبية احتياج السوق»، مشيرة إلى أن مهن التسويق في كثير من المؤسسات والشركات «شاغرة بموظفين وافدين من خارج الوطن العربي». وذكرت أن «كثيراً من أرباب العمل لا يزالون يعتقدون أن الأجنبي غير العربي، أكثر جدارة في وضع الخطط التسويقية، وأكثر تمكّنا في تنفيذها، بينما الأصل أن يكون القيادي في قسم التسويق والمشتغلون أيضاً من البيئة ذاتها التي يعملون فيها». بدوره، قال عميد كلية الدراسات التطبيقية وخدمة المجتمع الدكتور صالح الرشيد: «إن الملتقى يسعى إلى التعريف بمنتج الجامعة من الخريجين والخريجات، والتعرّف على الخبرات التسويقية التي تعتزم الكلية تقديمها كأحد بيوت الخبرة من خلال قسم التسويق». وأضاف أن «الملتقى يأتي في إطار تحقيق التطبيق العملي والتواصل بين طلبة تخصص التسويق في الكلية، ومؤسسات الأعمال في المنطقة الشرقية، ومن أجل إلقاء الضوء على أحدث ما توصل إليه العلم في مجال التسويق المعاصر، وأهميته لنجاح المؤسسات، فضلاً عن تحقيق الفوائد الاحترافية لطلاب الكلية وطالباتها». وشكا خبراء وأكاديميون في مجال التسويق، من إحجام الطالبات السعوديات عن الالتحاق بالدراسة الأكاديمية لعلم التسويق، وكذلك امتهانه كوظيفة رئيسة، معللين ذلك ب «الصورة الذهنية الخاطئة التي تعتري مهنة التسويق في المجتمع المحلي». وقال الرشيد: «إن سلسلة من الممارسات الخاطئة التي بدرت من عاملات في مجال التسويق، أدّت إلى تشويه السمعة المهنية». إلا أنه رفض اعتبار تلك الممارسات «ظاهرة في المجتمع»، معتبراً مهنة التسويق «من أكثر المهن دخلاً على مستوى العالم، مقارنة ببقية المهن ذات التخصصات النظرية والتطبيقية». وأكد أن «فرص نجاح العامل السعودي في مجال التسويق، لا ينافسه فيها أحد، إذ لا يمكن أن ينجح المُسوق ما لم يكن يعمل في ذات البيئة التي نشأ فيها»، واصفاً اشتغال وافدين من ثقافات مختلفة في السوق السعودي، في مهنة التسويق ب «أحد مظاهر الأخطاء التي فرضتها الظروف».