أكد نائب وزير الثقافة والإعلام الدكتور عبدالله الجاسر أن الفكرة والهدف من معرض «الحج إلى بيت الله الحرام عام 1325ه - 1908» أن يعرف الزوار «ما هي المعاناة التي كان يعانيها الحجاج في الماضي حينما كانوا يأتون إلى هذه البلاد»، مشيراً إلى أن المعرض يتضمن «عدداً من الصور تعبّر تعبيراً عميقاً عما كان يواجهه الحجاج من معاناة». وقال إن وزارة الثقافة والإعلام اهتمت، في المعرض الذي قدمته قبل ثلاثة أسابيع، بأن تظهر التطورات التي حصلت في هذا المجال. وأوضح الجاسر، خلال تدشين المعرض في المتحف الوطني مساء الثلثاء الماضي، أن هذا المعرض يجسّد الماضي. وقال: «نحن نتحدث هنا عما بين الأمس واليوم، وما بين الأمس واليوم جهود كبيرة قامت بها هذه البلاد منذ عهد الملك عبدالعزيز وحتى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود». وسبقت افتتاح المعرض الفوتوغرافي محاضرة عن المعرض ألقاها مدير المعهد الدومنيكي للدراسات الشرقية جان جاك بيرين، نوّه في بدايتها بعمق العلاقات السعودية - الفرنسية في المجال الثقافي والتبادل المشترك بينهما، لافتاً إلى «أهمية إقامة مثل هذه المعارض التاريخية بين البلدين، ليتاح لشعبيهما التعرف على الإرث التاريخي والثقافي المشترك». وأوضح مدير المتحف الوطني الدكتور عبدالله بن سعود السعود «أن المعرض عن الحج يتم تنظيمه من السفارة الفرنسية، التي تتميّز بحراكها النشط في المجال الثقافي، الذي أثمر معارض متعددة بمشاركة فاعلة من مؤسسة التراث». واعتبر السفير الفرنسي لدى المملكة برتران بزانسنو أن المعرض «يشكل خطوة مميزة نحو توسيع التعاون الثقافي بين فرنسا والعالم العربي والسعودية»، معبراً عن أمله «بأن تعرّف مثل هذه المعارض أبناء المملكة على الثقافة الفرنسية، بقدر عرض روائع الحضارة العربية الإسلامية على الفرنسيين والأوروبيين من أجل تقارب الشعوب». وأوضح مدير مؤسسة التراث أسامة جواهرجي أن المعرض «يمثل جسراً ثقافياً بين المملكة والعالم الإسلامي مع الغرب»، مستعرضاً إسهامات مؤسسة التراث في سبيل نشر ثقافة التراث داخل المملكة وخارجها. وشاهد الزوار نحو 53 صورة بالأبيض والأسود، من أعمال المصور الهندي الدكتور محمد الحسيني، الذي كان مساعداً للقنصل البريطاني في جدة عام 1325ه (1908)، التقطت آنذاك، وصور خلالها «رحلة الحج» وما يصاحبها من مشاق ومخاطر، كما توثّق الصور عدداً من الأماكن التاريخية التي كانت على الطريق إلى المشاعر المقدسة.