أعلنت السلطات المحلية في محافظة صلاح الدين بدء عملية أمنية واسعة لفك الحصار عن ناحية الضلوعية التي يحاصرها مسلحو «داعش» بعد وصول تعزيزات عسكرية إليها، فيما أكدت وزارة الدفاع قتل ثلاثة من أبرز قادة التنظيم في الموصل. وقتل وجرح العشرات في بغداد أمس في سلسلة هجمات استهدفت مناطق شيعية شرق بغداد. وأوضحت مصادر أمنية أن 40 عراقياً سقطوا بين قتيل وجريح في تفجير 3 سيارات مفخخة في منطقة بغداد الجديدة (شرق). وقال ضابط برتبة عقيد في الشرطة، إن «19 شخصاً بينهم اثنان من الشرطة قتلوا وأصيب 52 آخرون في تفجير سيارة مفخخة يقودها انتحاري قرب حاجز تفتيش أعقبها انفجار سيارة أخرى» قرب المكان. ووقع الهجوم حوالى الساعة 13:00 بالتوقيت المحلي (10:00 ت غ) على طريق رئيسي في منطقة بغداد الجديدة، وأكدت مصادر طبية في مستشفيات بغداد حصيلة القتلى. وفي هجوم آخر، قال ضابط في الشرطة: «قتل أربعة أشخاص بينهم امرأة وطفل في هجوم مسلح فجراً داخل منزلهم في منطقة الصويرة»، وقال النائب الأول لمحافظ صلاح الدين إسماعيل خضير هلوب، إن «السلطات في المحافظة طالبت أول من أمس بتعزيزات عسكرية لصد هجوم ملسحي داعش على سامراء ووصلتنا أمس واليوم، بالإضافة إلى متطوعي الحشد الشعبي إلى الناحية التي يبلغ تعداد سكانها 60 ألف نسمة». وزاد: «بعد عملية استطلاع، وضعت القوات خطة محكمة شرعت بتنفيذها اليوم (أمس) بغطاء جوي عراقي، وتلقينا معلومات من المسؤولين في بغداد تفيد بأن الطيران الأميركي سيشارك في العملية قريباً». وأشار إلى أن «المناطق الواقعة تحت سيطرة داعش في الناحية أكثر من المناطق التي تسيطر عليها القوات الأمنية»، وتوقع «حسم المعركة وطرد المسلحين خلال ساعات»، مؤكداً «تمكن القوات الأمنية من تحرير منطقتي المشروع والخزرج»، وأوضح أن «اشتباكات عنيفة جرت وأسفرت عن قتل واعتقال العشرات منهم». وعن مشاركة متطوعي «الحشد الشعبي» قال: «في البداية كان هناك رفض من عشائر الجبور للمشاركة، لأن غالبيتهم من الشيعة، ولكن بسبب زيادة ضغط داعش على الناحية اضطررنا للاستعانة بهذه القوات». وتابع: «فوجئنا بأن معركة الضلوعية شكلت نموذجاً عراقياً أصيلاً بسبب بسالة هذه القوات في الدفاع وسقوط الكثير من الشهداء في صفوفها». وعن التوجه الأميركي لتسليح العشائر وبناء «جيش سني» لطرد «داعش»، قال: «من خلال ما مررنا به من تجربة مريرة جداً والأذى الذي لحق بمحافظاتنا، أدركنا أنه يجب أن يكون لكل محافظة الحق في التحرك والدفاع عن نفسها، إلا أننا في الوقت نفسه نأمل ببناء جيش قوي خالص الانتماء يحمي العراق وحدوده من الشمال إلى الجنوب بشكل عام، وألا يكون مرهوناً لشخص واحد، لأننا أدركنا أننا من دون جيش وطني سيبقى البلد معرضاً للأخطار». وزاد: «بعد هذه التجربة تعلمنا أن لا وجود للأمن إلا بوجود دولة المؤسسات التي تؤمِّن العدالة الاجتماعية ويكون الجميع فيها متساوين في الحقوق والواجبات». وأشار إلى أن «المرحلة المقبلة سيكون هناك تمثيل كبير للمكون السني في المنظومة الأمنية، وهذا ما تم الاتفاق عليه». وكانت مساعدة الرئيس الأميركي لشؤون الأمن الوطني ومكافحة الإرهاب ليزا موناكو، أكدت أهمية تشجيع ومؤازرة العشائر السنّية في العراق وسورية لوقف زحف «داعش» على أراضيها، وجاء في بيان أصدره البيت الأبيض وسلط فيه الضوء على محادثات أجرتها موناكو هذا الأسبوع مع كبار المسؤولين العسكريين والأمنيين في كل من السعودية والأردن، أن لقاءاتها كانت في إطار التشاور مع الحلفاء في المنطقة حول نسج شراكات إقليمية أقوى لمكافحة «داعش». وأشار البيان إلى أن موناكو أبلغت من التقتهم في البلدين، أن «داعش» يشكّل خطراً متزايداً على المنطقة و «لا يجب ترك هذا الخطر من دون رادع»، مؤكدة تصميم أوباما على ردع التنظيم من خلال تحالف دولي إقليمي. وأكدت أهمية تطبيق استراتيجية تسخّر كلّ المقوّمات العسكرية، والاقتصادية، والديبلوماسية، والاستخباراتية، والقانونية، والمساعدات الإنسانية والتنسيق بين دول المنطقة لمطاردة إرهابيي داعش وملاحقة أرصدته وموجوداته أينما وجدت». وأكدت وزارة الدفاع العراقية أمس قتل 27 مسلحاً من «الدولة الإسلامية» بقصف جوي استهدف تجمعات المسلحين في ناحية الضلوعية، وأعلنت في بيان أن «جهاز مكافحة الإرهاب بالتنسيق مع طيران الجيش قصف ظهر اليوم (امس) تجمعات لمسلحي داعش في ناحية الضلوعية، ما أسفر عن تدمير عجلة تحمل تسعة إرهابيين قتلوا جميعاً»، وأضافت أن «الطيران قصف أيضاً تجمعاً في منطقة خزرج، ما أدى إلى قتل 7 مسلحين». من جهة أخرى، أعلنت وزارة الدفاع قتل ثلاثة من «أبرز القياديين في تنظيم داعش، هم المدعو عكاشة البغدادي، وعدنان خضير، وعلي محمد الشاير». وفي بعقوبة، أعلن مسؤول أمني رفيع المستوى قطع عشرات المتظاهرين طرق رئيسة في قضاء بلدروز (ذات الغالبية الشيعية) للمطالبة بإنهاء الحصار المائي الذي يفرضه تنظيم «الدولة الإسلامية» على القضاء منذ 15 يوماً، وأعلنت قوات «البيشمركة» سيطرتها على جزء كبير من ناحية حمرين التي تشهد معارك مستمرة منذ شهر ونصف الشهر. وقال الشيخ بلاسم يحيى الحسن، زعيم عشيرة تميم في القضاء ل «الحياة» إن «150 ألف نسمة يعانون منذ نصف شهر تقريباً من انقطاع المياه بعد سيطرة داعش على منافذ نهر الروز، ما تسبب في أزمة إنسانية خطيرة انعكست تداعياتها على عشرات الآلاف». وطالب «الحكومتين المحلية والمركزية بإنهاء هذه الأزمة وعدم الاكتفاء بالحلول الترقيعية، كون الشاحنات الحوضية المخصصة لنقل المياه إلى الأهالي لا تكفي ربع السكان ولم تلب الحاجة في وقت يسيطر الإرهابيون على أراض وبلدات استراتيجية». وكان مسلحو البغدادي قطعوا مياه نهري الروز عن سكان قضاء بلدروز (40 كم شرق بعقوبة) نهاية الشهر الماضي، فور استيلائهم على شمال شرقي المقدادية ودلي عباس القريبة من موقع سد ديالى، في وقت تخوض القوات الأمنية (والحشد الشعبي) معارك عنيفة بدعم من طيران الجيش والقوة الجوية لتحرير تلك المناطق، إلا أن مسؤولاً عسكري بارزاً أكد ل «الحياة» أن «العملية العسكرية توقفت من دون مبرر ميداني، لتحرير السد المائي». في موازاة ذلك، أعلنت قوات البيشمركة السيطرة على الجانب الغربي لبحيرة حمرين (55 كم شمال شرقي بعقوبة).