شيوخ فرنسيون غاضبون، ومؤرخون مستهجنون، وجنرال مستقيل، ولجان قدامى المحاربين في حال ذهول: تصدرت قضية الاحتفالات بذكرى مئة عام على الحرب الاولى (1914 – 1918) في 2014، المناقشات في فرنسا، إثر إنشاء حكومتها لجنة لإحياء ذكرى نزاعين عالميين كبيرين - يوبيل الحرب العالمية الاولى و70 سنة على «التحرير» في 1944، الحرب العالمية الثانية. ويرى معارضو هذا القرار أن الجمع بين النزاعين يثير الالتباس والخلط بين الحربين. لكن الذاكرة غالباً ما تصطدم بالقرارات السياسية وشؤونها. والقرار يثبط مشاريع المؤرخين للاحتفال بمئوية الحرب الاولى التي هُزمت فيها امبراطوريات كبيرة وغيّرت وجه أوروبا، وراح ضحيتها 10 ملايين نسمة. فهو يجعل الذكرى هذه صنو ذكرى الحرب الثانية. وترفع اللجنة لواء برنامج الاحتفالات في المناسبتين: مئوية الحرب الاولى و7 عقود على ذكرى «المقاومة وتحرير فرنسا وإلحاق الهزيمة بالبربرية النازية». ويرى وزير قدامى المحاربين، قادر عارف، أن وراء الجمع بين النزاعين أوجه الشبه الكبيرة بينهما، «ففي الحربين دافع عدد كبير من الرجال والنساء عن فرنسا، وفي 1944 كافحوا لإلحاق الهزيمة بالنازية»، على قوله. لكن المؤرخين وممثلي جبهة النزاع القديمة ورئيس لجنة الحرب الاولى المئوية، الجنرال إيراستورزا (استقال من منصبه احتجاجاً). يرون أن اوجه التباين بين الحربين كبيرة. فشرائح المجتمع كلها ضلعت بالحرب الاولى التي قضت فيها أعداد كبيرة من الجنود. ويرى المؤرخون في ذكرى المئوية فرصة لعرض أحداث الماضي وفهمها، وأن جمعها في سلة واحدة مع الحرب الثانية يجهض إمكان كنه أسبابها. ووفق المؤرخ نيكولا أوفنستاد، سبقَ للجنرال ديغول أن أنشأ لجنة واحدة لذكرى 20 سنة على 1944 و50 سنة على 1914. * صحافية، عن «ليبيراسيون» الفرنسية، 11/11/2012، اعداد منال نحاس