لم ينتظر كثير من أولياء أمور الطلاب رسائل الجوال التي يتلقونها من جهات رسمية أو التي تصلهم من مديري المدارس والتي تفيد بتعليق الدراسة تحسباً لهطول الأمطار، إنما أصبح هاجس المطر ولو كان خفيفاً، يشكل عامل رعب وقلق عند الكثيرين، وأصبحت قطرات المطر وسماع أصوات الرعد في ساعات متأخرة من الليل بمثابة رسائل الجوال التحذيرية والتي تفيد بتعليق الدراسة. وقرر بعض أولياء أمور الطلاب تعليق الدراسة أمس (الإثنين) من تلقاء أنفسهم، غير عابئين بالقرارات التي تصدر من الجهات الرسمية والتي أفادت بعدم تعليق الدراسة، بحسب تصريحات إدارة التربية والتعليم بمحافظة جدة، معيدين ذلك إلى الحفاظ على سلامة أبنائهم وعدم تعرضهم للخطر، فيما قدرت إدارة التربية والتعليم هلع أولياء الأمور من خطر الأمطار، وتغيب أبنائهم عن الحضور المدرسي، مؤكدة حصرها على سلامتهم. وأكد أولياء أمور تحدثوا إلى «الحياة» أن هطول الأمطار في وقت متأخر من الليل أجبرهم على اتخاذ قرار التعليق، تحسباً من السيول التي قد تدهم المدارس من دون سابق إنذار. وأشاروا إلى عتبهم الشديد على بعض أولياء أمور الطلاب الذين سمحوا لأبنائهم بالذهاب إلى المدرسة أيام الأمطار، خصوصاً مع تكرر تحذيرات الدفاع المدني والأرصاد الجوية، منوهين بأن المدارس تعي ذلك ولن تحاسب أبناءهم على الغياب. من جهته، أوضح مدير الإعلام التربوي بتعليم جدة عبدالمجيد الغامدي أن إدارة التربية والتعليم تقدر هلع الأهالي عند هطول الأمطار، وقال: «نقدر تغيب الطلاب عن الدراسة أمس (الإثنين)، خصوصاً من يسكنون في المناطق المتضررة مسبقاً من السيول والأمطار، وحرص أولياء الأمور على سلامة أبنائهم كان دافعاً لتغيب الطلاب». وأفاد بأن إدارة التربية والتعليم حريصة على أرواح أبنائها وبناتها، وقال: «نحن نعتمد في تعليق الدراسة على التقارير الصادرة من الأرصاد الجوية والدفاع المدني، فلو شعرنا بأي خطر تجاه أبنائنا الطلاب، فنحن أول من يتخذ قرار التعليق». من جهة أخرى، أكد الاستشاري النفسي الدكتور حاتم الغامدي أن «الأحداث المأسوية التي تعرضت لها مدينة جدة في الأعوام الماضية ما زالت عالقة في أذهان أولياء الأمور وأبنائهم، مما دفع الأهالي إلى اتخاذ قرار تعليق الدراسة، وعدم السماح لأبنائهم بالذهاب إلى المدارس». وحول زيادة الهلع في نفوس أولياء أمور الطلاب، أفاد بأن «الرسائل التحذيرية المبالغ فيها والواردة من الأرصاد والدفاع المدني كانت سبباً في ذلك»، معتبراً أن المؤسسات الحكومية أرادت أن تخلي مسؤوليتها باستخدام الحدة في توجيه الرسائل التحذيرية للناس. ولفت إلى أن «الجهات الرسمية لم تنسق في ما بينها بشأن هذه الرسائل، ما أحدث «فوضى» في وصول رسائل التحذير، مما أدى إلى امتناع الطلاب عن الذهاب إلى المدرسة تحسباً لأي أخطار قد تحدث». مشدداً على ضرورة القضاء على حال الهلع التي يعاني منها الناس بالتخفيف من حدة الرسائل وعدم المبالغة في الخطر.