شكلت المديرية العام للشؤون الصحية في المنطقة الشرقية، فريقين طبيين نفسيين، رجالي ونسائي، لدعم المتضررين وأسرهم في حادثة الصعق التي وقعت قبل ثلاثة أسابيع، خلال إقامة حفل زفاف في بلدة عين دار (محافظة بقيق)، وأدت إلى وفاة 24 شخصاً، فضلاً عن عشرات المصابين، من الرجال والنساء والأطفال من أعمار مختلفة. وكان الأهالي طالبوا بتشكيل اللجنة فور وقوع «الكارثة»، لمعالجة الآثار النفسية التي خلّفتها، وبخاصة لمن أصيبوا فيها، وكُتبت لهم الحياة، أو من فقدوا أقارب من الدرجة الأولى، من الآباء والأمهات والإخوة. وأوضح المدير العام ل«صحة الشرقية» الدكتور صالح الصالحي، أنه تم «تشكيل فريق متكامل من الاختصاصيين في الطب النفسي، برئاسة استشاري، وعضوية 4 اختصاصيين، يتمثلون في طبيب نفسي واختصاصي نفسي، واختصاصي اجتماعي، ومرشد ديني»، لافتاً أيضاً إلى «تشكيل فريق نسائي، مكون من طبيبة نفسية، واختصاصية نفسية، واختصاصية اجتماعية، ومرشدة دينية، لدعم المتضررات من الحادثة، والتعامل مع الحالات، وتقديم الدعم المعنوي، وكل ما يلزم من دعم نفسي واجتماعي، إضافة إلى علاج الحالات التي تستدعي تلقي علاج دوائي». وذكر الصالحي، أن «الفريق سيقوم بزيارة عملية إلى محافظة بقيق، لمباشرة الحالات، وتقديم الخدمات لمن يحتاجها في عين دار»، موضحاً أن اللجنة النفسية في «صحة الشرقية»، «تتولى التعامل مع الآثار النفسية للأشخاص الذين تعرضوا لإصابات في الحوادث والحرائق والكوارث بشكل عام، بهدف تخفيف الآثار النفسية على المصابين وذويهم، ما ينعكس إيجاباً على الحالة النفسية، إذ تغطي هذه اللجنة 18 مستشفى على مستوى المنطقة، في حال وجود حالات بحاجة إلى التأهيل النفسي فيها». وشدد على أن «كثيراً من الأشخاص يعيشون حالات نفسية صعبة عند تعرضهم أو ذويهم لحالات ناتجة عن إصابات في الحوادث والحرائق والكوارث، ما يستدعي تكوين لجنة نفسية لمعالجة الحالات من الجانب النفسي والتخفيف من آثار الإصابة، حتى يتم تجاوز هذه المرحلة، والعودة إلى الوضع النفسي السابق». وتعد هذه الخطوة التي تأخرت ثلاثة أسابيع، الثانية بعد فريق إرشادي، شكله مكتب التربية والتعليم في بقيق، لمعالجة الآثار النفسية التي خلفتها كارثة عين دار. ووضع فريق العمل الإرشادي آلية لتعامل المدارس مع الطلاب الذين فقدوا أقارب من الدرجة الأولى. بعد أن قام الفريق بحصر الطلاب الذين يدرسون في المراحل الثلاث، سواء في مدارس عين دار الجديدة أو القديمة. وفاق عددهم 100 طالب، من أجل إخضاعهم لبرامج تربوية، تهدف إلى تحسين مستواهم النفسي، بعد فقدانهم ذويهم في الحادثة». وتم تشكيل فريق إرشادي فور العودة إلى الدراسة، بعد إجازة عيد الأضحى المبارك، من أجل إعداد خطة تربوية «متكاملة»، تهدف إلى «إخراج الطلاب الذين فقدوا أقارب من الدرجة الأولى، من الحالة التي يعيشونها جراء تلك الحادثة المؤلمة، التي تعرضوا لها». وأكد مكتب التربية والتعليم حرصه على «تهيئة الطلاب نفسياً بالطرق والوسائل كافة»، موضحاً أن الهدف من الآلية، التي قام بإعدادها فريق متخصص في الإرشاد الطلابي واختصاصي اجتماعي، هو «التخفيف من الآثار النفسية والاجتماعية والتربوية الناتجة عن الحريق، وكذلك مساعدة الطلبة على التفكير في مشكلاتهم، واستغلال طاقاتهم للوصول إلى التكيف، في ظل الظروف والأحداث الصادمة، والبيئة المحيطة بهم، وكذلك تعديل الأفكار والمعتقدات اللا عقلانية المشوهة لديهم، إضافة إلى تقديم الدعم والمؤازرة، للخروج من هذه الأزمة، والتخلص من الذكريات المؤلمة».