أنهت «الحركة الإسلامية» السودانية مؤتمرها العام بعد نقاش ساخن وجدل في شأن علاقة الحركة مع الحكومة والحزب الحاكم. وبرز تياران أحدهما مع توثيق علاقة الحركة مع الدولة لتجنب نزاع جديد، والآخر يطالب باستقلالها وحريتها وتبني إصلاحات في البلاد. وشهد المؤتمر انتقادات لاذعة لأداء السلطتين التنفيذية والتشريعية وتفشي الفساد والإخفاق في معالجة الأزمات الأمنية في ولايات دارفور والنيل الأزرق وجنوب كردفان. وقال إسلاميون بارزون ل «الحياة» إن المؤتمر «شهد للمرة الأولى نقاشاً حاداً ونزعة للإصلاح ومعالجة الأخطاء التي ارتكبت خلال 23 عاماً من الحكم، ورفضاً لهيمنة المسؤولين في الدولة على مفاصل الحزب الحاكم والحركة الإسلامية». وذكروا أن التيارين اللذين برزا ينقسمان أيضاً في شأن المرشح لمنصب الأمين العام للحركة خلفاً لنائب الرئيس علي عثمان طه الذي انتهت فترته بعدما أمضى دورتين. ويتبنى التيار المحافظ ترشيح وزير المال السابق الزبير أحمد الحسن بينما يسعى تيار الإصلاحيين إلى ترشيح مستشار الرئيس السابق غازي صلاح الدين لمنافسته، وينتظر أن يكون مجلس الشورى انتخب الأمين العام الجديد في وقت متقدم من مساء أمس. وكان صلاح الدين أعلن عدم رغبته في الترشيح في أعقاب تمرير تعديلات دستورية على نظام الحركة تتعلق بانتخاب الأمين العام من مجلس الشورى بدل المؤتمر العام وإنشاء قيادة عليا للحركة برئاسة الرئيس عمر البشير، ما يعني تبعية التنظيم للدولة. وقال صلاح الدين إنه كان يؤيد تعديلات على الدستور «لصناعة حركة إسلامية قوية حرة وأمانة عامة بسلطة حقيقية». ودعا الأمين العام للحركة المنتهية ولايته إلى «نظام عالمي إسلامي جديد على أنقاض منظومة الأممالمتحدة ومجلس الأمن». وقال إن حركته «بصدد طرح مشروع نهضوي للأمة الإسلامية». وقال خلال مخاطبته الجلسة الختامية للمؤتمر العام إن «على الشعوب الإسلامية النهوض واستنفار الهمم بعيداً من الخطابات العاطفية». وتابع أمام آلاف من أعضاء المؤتمر وضيوفه الذين رددوا خلفه: «الله أكبر لتحرير القدس، الله أكبر لنصرة الصومال، الله أكبر لكسر شوكة المعتدين... لا للأمم المتحدة ولا لمجلس الظلم الدولي. كفانا هواناً واستضعافاً». وقلل من تأثير المجتمع الدولي في الإسلاميين في السودان وطالب دول المنطقة بالتعاون وقطع الطريق أمام التدخلات الأجنبية. وذكرت الحركة في البيان الختامي أنها «حركة جهادية لكنها لا توظف الجهاد في العدوان أو الاستعلاء إنما صولة على المعتدين». وطالبت ب «تكثيف الحوار بين الحركات الإسلامية والغرب وإبانة حقيقة الإسلام السمح لإزالة سوء الفهم الذي يؤدي إلى زعزعة الأمن والاستقرار وإزالة أسباب التوتر بين الشعوب والحركات الإسلامية وبين الدول التي تقوم فيها وحكوماتها».