بدأت الصين ما يمكن وصفه ب «ديبلوماسية الأكاديميين وأساتذة الجامعات» في سبيل تعميق التفاهم وإزالة ما وصفوه بسوء الفهم حول موقف بكين تجاه الوضع في سورية. وتجسدت الخطوة الصينية بوصول وفد اكاديمي غير رسمي الى الدوحة أمس يرأسه نائب وزير الخارجية السابق السفير فوتشان يانغ. ويضم الوفد اساتذة جامعات من أبرزهم شوي تشينغ قوه (جامعة الدراسات الاجنبية في بكين) وبينغ بينغ (جامعة بكين)، وليو جونغ مين (جامعة شانغهاي للدراسات الدولية). ويعقد الزائرون لقاءات مع أكاديميين وصحافيين تتناول العلاقات الصينية - العربية، وخصوصاً الوضع السوري. وشدد الوفد على أن «الصين لا تدعم النظام السوري لكنها ترفض التدخل الأجنبي، ونحن نرى أن من مصلحة الشعب السوري حل الأزمة سلمياً». وقال النائب السابق لوزير الخارجية الصيني الذي عاش في المنطقة العربية سنوات عدة فوتشان يانغ إن «الصين لم تدعم أية حكومة منذ انطلاق أحداث العالم العربي (ثورات الربيع العربي)، وموقف الصين أن الشعب هو الذي يقرر شؤون بلده، وهي تدعم الحلول السلمية، ولا تصب الزيت على النار بل تدعو لوقف العنف والقتال». واعتبر ان «الائتلاف الوطني» السوري «خطوة لتوحيد المعارضة حتى تكون هناك جهة موحدة لتتشاور مع الجهة الأخرى (النظام)، وهدفنا المفاوضات ولم نرفض المعارضة، وللصين اتصالات معها. بذلنا جهوداً ليجلس الطرفان حول طاولة المفاوضات، وكانت الصين اقترحت تشكيل هيئة انتقالية تتكون من الجهات كافة لحل المشكلة». ولفت عضو الوفد شوي تشينغ قوه الى أنه كتب قبل فترة مقالة في «الحياة» عن «عمق العلاقات العربية - الصينية، ونتمنى من أعماقنا أن نرى عالماً عربياً متقدماً والعرب يشاطروننا الشعور نفسه». وقال عن الثورات العربية «نحن مثلكم نرى أنه لا بد من تغيير الجمود والتخلف والاستبداد لكن هل أفضل طريقة هي الثورة والعنف في اي بلد. أنا كأكاديمي أشك في ذلك، أرى أن احداث سنتين في العالم العربي برهنت على بعض خشيتنا من أن تؤدي الأحداث الى الفوضى بدلاً من الاستقرار، ومن خلال متابعتي لمثقفين وكتاب عرب أجد هذه الشكوك تتزايد لدى العرب أنفسهم»، مشدداً على «أننا نرفض التدخل الأجنبي في سورية». وفيما رأى ايضاً أن «الحل السياسي ليس سهلاً ويحتاج لصبر كبير وتنازل صعب، هو أفضل من استمرار العنف والحروب». وأقر أن «لجوء النظام السوري للحل العسكري خطأ، ويجب احترام مطالب الشعب الديموقراطية، والنظام وقع في أخطاء كثيرة، لكن هذا لا يعني طرده بالقوة العسكرية... الحل هو أن يجلس الجميع حول طاولة المفاوضات». وأكد «اتفق مع الرأي القائل إن على الصين أن تهتم بالصوت الشعبي العربي، وأن تتعود على الوضع (العربي) الجديد، وهذا ما اقترحناه على الحكومة الصينية، لكن لا نتمنى أن نخلق انشقاقاً بين الشارع والحكومات العربية». وقال عضو الوفد ليو جونغ مين عن زيارته الدوحة التي تعقبها زيارة الى مصر إن «قطر دولة مهمة في الخليج، وعلاقاتنا معها قوية، وبخاصة في مجال الطاقة، ونستورد منها كمية كبيرة من الغاز الطبيعي، ونسعى لتعزيز العلاقات في المجالات كافة».