لندن، موسكو -»الحياة» - وسط مطالبات بتوحيد صفوفها وتواصل المحادثات بين أطيافها والجامعة العربية تحضيراً لاجتماع موسع مرتقب للمعارضة السورية في القاهرة، يتوقع أن يُعلن في الايام المقبلة عن عدة تطورات على صعيد توحيد أطياف الثورة السورية. وقال غسان ابراهيم، المعارض السوري المستقل ومدير الشبكة العربية العالمية ل»الحياة»في هذا الصدد انه «في خطوة لإمساك زمام الثورة من داخل سورية، سيطلق الحراك الثوري مشروعاً سياسياً يمهد الطريق لإسقاط النظام بطريقة مؤسساتية تقود الى بناء دولة مدنية. سيشمل المشروع كافة الأركان الثورية بما فيها توحيد العمل العسكري بمؤسسة وطنية تشجع على زيادة الانشقاقات في صفوف جيش النظام وبالتالي الانضمام الى المؤسسة العسكرية الوطنية الجديدة». وكان الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي بحث ليلة أول من أمس تطورات الأوضاع في سورية، وسبل توحيد المعارضة السورية، مع وفد هيئة التنسيق الوطنية برئاسة صالح مسلم. وقال صالح مسلم، في تصريح للصحافيين في مقر الجامعة العربية، عقب اللقاء، انه تم تبادل وجهات النظر مع العربي حول ما يجري في سورية وسبل توحيد جهود المعارضة. من جهته، تحدث أمين هيئة التنسيق الوطنية، رجاء الناصر، الذي حضر اللقاء، عن أهمية أن تتفق المعارضة السورية على رؤية سياسية واحدة، بعيداً من الاستفراد أو الاستئصال أو الاستبعاد. وأشار إلى وجود رغبة حقيقية لدى الجامعة العربية، لإنجاح مبادرة كوفي أنان، مؤكداً «أنه لا يجوز الرهان على أي بديل آخر، وهذه الخطة تمثل مدخلاً جيداً يجب العمل على إنجاحه، لحل المشكلة السورية، رغم ما تتعرض له هذه الخطة من محاولات لإلغائها من قبل النظام». ودعت دول غربية عدة المعارضة السورية إلى توحيد صفوفها وعلى رأسها اميركا وتركيا وفرنسا التي استضافت قبل اسابيع مؤتمراً للمعارضة السورية. ولا تدعم روسيا والصين جهود الغرب تعزيز المعارضة السورية تمهيداً للإطاحة بالنظام السوري. وتريد موسكو وبكين في المقابل من المعارضة السورية الحوار مع السلطات لإيجاد حل سياسي للأزمة. وكان ميخائيل بوغدانوف نائب وزير الخارجية الروسي والمبعوث الخاص للرئيس الروسي إلى الشرق الأوسط قال ليلة اول من امس إن المعارضة السورية يجب أن تتحدث مع الحكومة بلغة واحدة وبشكل بناء. وأفاد بوغدانوف في تصريحات نقلتها «ايتار تاس» ان وقف العنف في سورية مهمة عاجلة، مشدداً على ضرورة إطلاق العملية السياسية التي لا يمكن من دونها الجلوس وراء طاولة المفاوضات. وأشار إلى أن مسألة تمثيل المعارضة غير واضحة، مذكراً بأن الانتخابات البرلمانية في 7 مايو (أيار) ستحدد تشكيلة البرلمان والحكومة الائتلافية. وشدد بوغدانوف على أن «الحوار يجب أن يهدف إلى الحيلولة دون نشوب حرب أهلية»، مضيفاً أن المفاوضات حول مستقبل البلاد وتشكيل السلطات التنفيذية والتشريعية ستبدأ في إطار هذا الحوار. كما أكد الديبلوماسي الروسي على أن القرارات الخاصة بمستقبل سورية يجب ألا يتم فرضها من الخارج. وقال بوغدانوف إن روسيا على اتصال مع مختلف جماعات المعارضة السورية وأن «هذه الجماعات يجب أن تجتمع في مكان ما لعقد مؤتمر يتوصل إلى اتفاق بشأن موقف موحد من الحوار مع الحكومة». وأضاف أن روسيا ترحب بمثل هذه المبادرات بخاصة وأنها ستؤدي إلى تهدئة الوضع. وقال بوغدانوف إن «هناك قوى هدامة لا تريد الإصلاحات وتدرك أنها لا تستطيع الوصول إلى السلطة من خلال الانتخابات».