أكدت مُنظّمة «أطباء بلا حدود» الدوليّة أن سورية باتت تعيش كارثة إنسانية، ما دفعها إلى زيادة نشاطاتها الطبية الهادفة إلى مساعدة ضحايا النزاع في سورية. وتقدم المُنظّمة رعاية طارئة إلى المرضى، فضلاً عن الرعاية الطبية إلى النازحين واللاجئين السوريين في بلدان الجوار السوري. وأشارت المُنظّمة إلى أن القيود المتنوّعة وانعدام الأمن، تشكل عائقاً أمام نشاطاتها وحصولها على نظرة شاملة للحاجات الإنسانية والطبية في المناطق المتضررة من النزاع. علاج في الداخل في الشهور الأربعة الأخيرة، تمكّنت «أطباء بلا حدود» من إنشاء أربعة مستشفيات في شمال سورية، في مناطق سيطرة المعارضة المسلحة، واستطاعت تقديم علاجات طبيّة تشمل عمليات الجراحة. في الآونة عينها، عالجت فرق المُنظّمة ما يزيد على 2500 جريح، كما أنجزت قرابة 550 جراحة. وتسبّب العنف بغالبية الإصابات التي شملت جروح طلقات الرصاص وشظايا القنابل، والكسور المضاعفة، والإصابات الناجمة عن التفجيرات وغيرها. وشملت صفوف المصابين نساء وأطفالاً، إضافة إلى مقاتلين من الجيش الرسمي وجماعات المعارضة المُسلّحة. ومع تفاقم حدّة النِزاع المسلّح، زاد الاضطراب في وصول السكان إلى المرافق الصحيّة كافة. أدى القتال أيضاً إلى تشرّد السكان. وشهدت إحدى مناطق عمل المُنظّمة زيادة ملحوظة في عدد سكانها، وصلت إلى 30 آلف شخص في الشهور الأخيرة. وتعيش العائلات النازحة في المدارس والمباني العمومية حيث تصبح المياه والنظافة والأغذية والتدفئة مشاكل يومية مستعصية. وتبرعت «أطباء بلا حدود» بأطنان من مستلزمات الإغاثة والمواد الطبية إلى المستشفيات والعيادات الميدانية في محافظات حمص وإدلب وحماة ودرعا، و»الهلال الأحمر العربي السوري» في دمشق. أحوال مأسوية في الجوار أعلنت «أطباء بلا حدود» أيضاً أنها تعالِج ضحايا العنف القادمين من سورية، في برنامجها الجراحي في عمّان الذي افتتح عام 2006 لمعالجة جرحى حرب العراق. وعلى مدى الشهور الأربعة الماضية، شكّل الجرحى السوريون 45 في المئة من المشمولين بالمعالجة. وبين حزيران (يونيو) 2011 وأيلول (سبتمبر) 2012، أدخل البرنامج نفسه 289 مريضاً سورياً، خضع نصفهم لعمليات جراحية. وقدّم استشارات نفسية وأماكن إقامة إلى المرضى الخاضعين للعلاج. وبيّنت المنظمة أن موظفيها يزورون باستمرار «مخيم الزعتري» الذي يستضيف 30 آلف لاجئ سوري. مع اشتداد حدّة الأزمة في سورية، يبحث آلاف السوريين عن ملجأ في البلدان المجاورة. وتوفر «أطباء بلا حدود» الرعاية الصحية الأساسية وتقدم الاستشارات النفسية إلى اللاجئين السوريين القادمين إلى العراق والأردن ولبنان وتركيا. ويقيم معظم اللاجئين السوريين الذين أتوا إلى لبنان في شمال البلاد. وعمِلَت المُنظّمة على توفير المساعدات الطبيّة في طرابلس، إضافة إلى وادي البقاع الذي يشكل نقطة العبور الرئيسية للهاربين من سورية إلى لبنان. وأنجزت فرق المُنظّمة 11600 استشارة طبية، إضافة إلى ما يزيد على 1700 استشارة نفسية فردية. في العراق، تُقدّم «أطباء بلا حدود» رعاية صحيّة أساسيّة في «مخيم دوميز» للاجئين في الشمال، الذي يضمّ ما يزيد على 15 ألف شخص. وأنجزت فرق المُنظّمة ما يزيد على عشرين ألف استشارة طبيّة. في تركيا، تعمل المُنظّمة في إسطنبول وبلدة «كيليس» الحدودية، بهدف توفير دعم صحي ونفسي للمدنيين الهاربين من النزاع.