قالت إيران انها ستقيم سفارة في مقديشو بينما وعدت تركيا بإعادة بناء مبنى البرلمان الصومالي إذ تتنافس الجارتان المختلفتان بشأن سورية على النفوذ في الدولة الواقعة في القرن الأفريقي. ويعيش الصومال في العنف والتشدد الإسلامي والفقر المدقع منذ أطاح امراء الحرب بالديكتاتور محمد سياد بري في عام 1991 ليتركوا البلاد من دون حكومة مركزية ناجعة منذ عقدين. لكن الوضع الأمني تحسن في الأشهر الماضية إذ فقد متشددون يرتبطون بتنظيم القاعدة المزيد من الأراضي الواقعة تحت سيطرتهم تحت ضغط من قوات الاتحاد الأفريقي والقوات الصومالية. وجاء تحرك طهران لفتح سفارة عقب قرار تركيا اقامة سفارتها في مقديشو العام الماضي. والدولتان على خلاف بسبب الصراع في سورية ولم يتضح على الفور ما إذا كان وزيرا خارجية ايران وتركيا اجتمعا في مقديشو. وقال وزير الخارجية الإيراني علي أكبر صالحي إن بلاده حريصة على الوقوف إلى جانب الشعب الصومالي لكن طهران تسعى أيضاً لمواجهة نفوذ الدول الغربية والدول السنّية المجاورة من خلال توسيع نطاق نفوذها إلى أجزاء من الدول الأفريقية التي تقطنها غالبية مسلمة. وقال صالحي للصحافيين بعد اجتماع مع الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود انه بالاضافة إلى السفارة ستفتح بلاده أيضاً عيادة جديدة. وقال صالحي «ستبذل (إيران) قصارى جهدها كي يتسنى للصومال إصلاح آثار الأزمة التي مر بها خلال العشرين عاماً الماضية». ولم يتضح على الفور متى ستفتح السفارة. وفي السابق لم يكن هناك سفارات عاملة في الصومال سوى خمس سفارات لجيبوتي والسودان وليبيا واليمن وإثيوبيا. وتميل معظم الدول الأخرى إلى العناية بمصالحها في الصومال من نيروبي المجاورة. والتمرد الذي تشنه حركة الشباب منذ أربع سنوات ترك مقديشو في حالة خراب. واتخذت تركيا دوراً قيادياً في إعادة تطوير المدينة في إطار سعيها لتعزيز مكانتها في أفريقيا والترويج لنفسها كنموذج للديموقراطية. وقال وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو إن بلاده ستعيد بناء مبنى البرلمان. وأضاف: «يجب أن نقوم ببناء الشوارع في مقديشو وغيرها من المباني الحكومية». وقامت الخطوط الجوية التركية بتشغيل رحلات منتظمة إلى مقديشو منذ آذار (مارس) الماضي.