أكد الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي بأن ما يجمع اليمنيين أكثر مما يفرقهم، في إشارة إلى نتائج اللقاءات التي أجراها الموفد الأممي الى اليمن جمال بن عمر مع القيادات الجنوبية في القاهرة أخيراً، والتي أفضت إلى رفض تلك القيادات، وفي مقدمها الرئيس الجنوبي الأسبق علي ناصر محمد ورئيس الوزراء الأسبق حيدر العطاس، مشاركة القوى السياسية الجنوبية وفصائل «الحراك» الإنفصالية في مؤتمر الحوار الوطني الشامل ما لم يتم هذا الحوار بين الجنوب والشمال برعاية دولية وإقليمية، وعلى أساس الإعتراف للجنوب ب «حق تقرير المصير». وكانت اللجنة التحضيرية لمؤتمر الحوار الوطني قررت تأجيل إنعقاد المؤتمر الذي كان مقرراً أن ينطلق أمس، إلى مطلع العام المقبل، بحيث يتولى هادي تحديد الموعد الجديد، وهو ما استدعى من الرئيس إجراء مشاورات مكثفة مع الدول الراعية للتسوية السياسية، وفي مقدمها دول مجلس التعاون الخليجي التي يتوقع أن يزور أمينه العام عبد اللطيف الزياني صنعاء بعد غد الأحد لإجراء مشاورات مع هادي، ولقاء الأطراف الموقعة على المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية. وكرس الرئيس لقاءه بالموفد الأممي امس لبحث نتائج الحوار الذي جرى ويجري على مختلف مستوياته مع المعارضة الجنوبية سواء في القاهرة أو عدن أو غيرها، إضافة إلى استعراض ومناقشة المستجدات في المشهد السياسي اليمني. ووفقاً لوكالة الأنباء اليمنية (سبأ) أبلغ بن عمر الرئيس بأنه «لمس تفهماً طيباً من الجماعات التي التقاها على أساس أن الحوار والحوار وحده هو الأساس من أجل صيانة الحقوق والحفاظ على أمن وسلامة واستقرار ووحدة اليمن». وقالت الوكالة ان هادي أكد للموفد الأممي ان «ما يجمع أكبر وأهم، وليس هناك ما يفرق. والموضوع هو كيفية تدارك الموقف والعمل على إخراج اليمن من أزماته السياسية والاقتصادية والأمنية، وتوفير الأجواء الملائمة بالنوايا الصادقة للحوار الوطني الشامل الذي من شأنه حل كافة القضايا العالقة من أقصى الشمال إلى أقصى الجنوب، وفتح صفحة جديدة لمستقبل اليمن الجديد». وفي هذا السياق، فإن ما يقلق الرئيس وأطراف «التوافق» الراهن، هو إستمرار قوى وفصائل «الحراك الجنوبي» في الداخل والخارج في تصعيد مطالبها «الإنفصالية» كهدف مشترك للمعارضة الجنوبية، رغم تعدد ولاءاتها وتوجهاتها، وتباين مواقفها لجهة المشاركة في مؤتمر الحوار من دون شروط مسبقة، خصوصاً أن هذا التصعيد بات يشكل إستفزازاً للشمال، ويولد ردود فعل سلبية ومخاوف من أن يصبح الشمال ضحية لتسوية «القضية الجنوبية».