تتجه الحكومة المصرية إلى إبرام بروتوكول تعاون مع محافظة القاهرة لبدء تنفيذ نقل المدابغ من مصر القديمة في القاهرة إلى الروبيكي في مدينة بدر (46 كيلومتراً جنوب العاصمة)، على أن تُستكمل الإنشاءات الخاصة في المرحلة الأولى، التي تضم 70 وحدة على مساحة 165 ألف متر مربع. إذ تقرر تخصيص 30 مليون جنيه من هيئة التنمية الصناعية لاستكمال هذه الإنشاءات، وتأمين ألفي وحدة سكنية مع نهاية عام 2013 كمرحلة أولى، إضافة إلى تشغيل خط حافلات لنقل الركاب بين القاهرة والروبيكي وسائر مدينة بدر، على أن يبدأ التشغيل الفعلي في الأول من تموز (يوليو) المقبل. ونوقش هذا الموضوع في لقاء جمع وزير الصناعة والتجارة الخارجية المصري حاتم صالح ومحافظ القاهرة أسامة كمال، وتركّز البحث على أهمية الإسراع في وضع الإجراءات الخاصة بنقل المدابغ من منطقة مصر القديمة إلى منطقة الروبيكي، وتطوير منطقة شق الثعبان المتخصصة في مجال إنتاج الرخام. وأوضح صالح ل «الحياة»، أن الحكومة «حريصة على الانتهاء من عملية النقل في أقرب وقت، لأن منطقة الروبيكي تمثل نقلة حضارية لتطوير هذه الصناعة الحيوية التي تملك فيها مصر ميزات تنافسية كثيرة». وأشار إلى «رغبة أصحاب المدابغ للإسراع في الانتقال، إذ تقدمت حتى الآن نحو 900 وحدة بطلبات لهيئة التنمية الصناعية من أصل 1029 وحدة طُرحت، ما يؤكد جدية المنتجين في إنجاز العملية. وأكد كمال، أن المحافظة «لن تتواني عن تقديم كل التسهيلات لبدء عملية نقل المدابغ إلى المنطقة الجديدة، وأُنجز عمل المرافق الخاصة بالمرحلة الأولى من المشروع، ويُستكمل ترفيق ما بقي من المنطقة، فضلاً عن تأمين الوحدات السكنية اللازمة لخدمة المنطقة الصناعية». وأشار إلى أن المحافظة تتطلع إلى «الإسراع في تنفيذ عملية النقل لتطوير منطقة مجري العيون، واستعادة شكل القاهرة الحضاري من خلال الاستفادة من موقع هذه المنطقة الحيوي». وبُحث في الاجتماع تطوير منطقة شق الثعبان، التي تضم نحو 110 مصانع لإنتاج الرخام وتصنيعه، إضافة إلى نحو 290 ورشة. وتبلغ صادرات المنطقة من الرخام نحو 300 مليون دولار سنوياً. واتفق الجانبان على تشكيل لجنة مشتركة من الوزارة والمحافظة للبحث في المشكلات والتحديات التي تواجه تطوير هذه المنطقة الحيوية، ومنها قوننة أوضاع المنشآت غير المرخصة ومنحهم تراخيص موقتة إلى حين إصدار تراخيص دائمة، وذلك بعد الاتفاق على تسوية المديونيات، ودراسة إنشاء طريق تربط بين القطامية ومنطقة شق الثعبان، بما يعزّز الاستفادة من منتجات الرخام وقيمتها المضافة وتصديرها على شكل منتجات وليس بلوكات.