أكدت طهران امس، أن قرار التفاوض الشامل مع واشنطن هو حصراً في يد مرشد الجمهورية الاسلامية في إيران علي خامنئي. تزامن ذلك مع اعلان سيرغي ريابكوف نائب وزير الخارجية الروسي، ان موسكو لا تستبعد مفاوضات اميركية – ايرانية مباشرة بعد فوز الرئيس باراك اوباما بولاية ثانية. في الوقت ذاته، بدأت ايران مناورات واسعة تغطي نصف البلاد، لاختبار انظمة دفاع جوي، في اعقاب اطلاق النار على طائرة تجسس اميركية من دون طيار فوق مياه الخليج. ويشارك في المناورات حوالى ثمانية آلاف عنصر من «الحرس» والجيش، وتستمر اربعة ايام، تختبر خلالها انظمة للصواريخ والمدفعية اضافة الى طائرات مقاتلة وقاذفات. وقال الجنرال فرزاد اسماعيلي قائد الدفاع الجوي في «الحرس» ان المناورات تشمل ايضاً اختبار «منشآت رادار متحركة وثابتة وانظمة مراقبة الكترونية محمولة جواً». ونقلت وكالة «مهر»للأنباء عن وزير الخارجية الايراني علي اكبر صالحي قوله ان المحادثات المباشرة بين إيران وأميركا كانت موجودة في السابق حول قضايا أفغانستان والعراق، وتجري الآن في شكل غير مباشر حول الملف النووي في إطار المفاوضات مع مجموعة «5+1» التي تضم ممثلاً عن إميركا، اضافة الى الدول الأربع الأخرى الدائمة العضوية في مجلس الامن والمانيا. وأكد صالحي ان «اتخاذ قرار حول محادثات شاملة وكاملة تتناول كل الأصعدة هو من صلاحية قائد الثورة الإسلامية» علي خامنئي. وأشار الى محادثات هاتفية مقررة بين سكرتير المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني سعيد جليلي، ومسؤولة العلاقات الخارجية في الإتحاد الأوروبي كاثرين آشتون، لتحديد موعد ومكان جولة جديدة من المفاوضات بين إيران ومجموعة «5+1» حول الملف النووي. وأكد ان بلاده «لم تترك المفاوضات، بل الجانب الآخر هو الذي أجّلها»، معلناً استعداد طهران لمتابعتها «للوصول الى النتائج المرجوة». تزامن ذلك مع اعلان نائب وزير الخارجية الروسي في مقابلة نشرتها صحيفة «فايننشال تايمز» امس، ان موسكو «تود أن ترى اتصالات مباشرة بين واشنطنوطهران في محاولة لتجنب هجوم إسرائيلي على البرنامج النووي الإيراني». وأضاف ريابكوف أن مثل هذه الاتصالات «لن يحدِث مشكلة بالنسبة الينا، لأننا نسعى الى ما من شأنه أن يُخرج الجميع من هذا المستنقع ولن تكون لنا أي كلمة ضد هذا التحرك، لكننا نأمل بالطبع، اطلاعنا على فحوى تلك الترتيبات». من جهة أخرى، نفى صالحي ما اعلنه المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية يوكيا أمانو حول عمل جار لتفكيك مجمع بارشين العسكري حيث يشتبه الغرب بأن طهران تطور سلاحاً نووياً. وقال الوزير: «الادعاء بأن إيران تستطيع إزالة آثار تلوث (في الموقع) أمر غير ممكن فنياً إذ لا يمكن محو آثار التلوث النووي». ورأى ان «هذا الموضوع يطرح فقط لحرف الرأي العام نحو اتجاه خاطئ». وأعرب عن أمله بتحديد إطار للتعاون يتيح للمفتشين الدوليين زيارة مجمع بارشين، وذلك «من خلال الإجراءات الإيجابية التي تتخذها إيران لحل القضية، والمحادثات التي يجريها ممثل إيران لدى الوكالة الدولية للطاقة الذرية مع خبراء الوكالة».