طهران، باكو، واشنطن - أ ب، رويترز، أ ف ب - أعلنت إيران امس، انها اختبرت ب «نجاح» في اليوم الثالث من أضخم مناورات جوية تجريها في تاريخها، نظاماً صاروخياً جديداً للدفاع الجوي من طراز «مرصاد». وأشارت طهران الى إجرائها تجربة «ناجحة» على نسخة معدلة محلياً من نظام «أس-300» الصاروخي الروسي المضاد للطائرات، بعد رفض موسكو تزويدها إياه. ووصف الناطق باسم مناورات «المدافعون عن سماء الولاية 3» الجنرال حميد أرجنكي، نظام «مرصاد» بأنه «فريد»، مشيراً الى ان خبراء ايرانيين طوّروه، وهو قادر على «الكشف عن الطائرات المحلقة في ارتفاعات منخفضة ومتوسطة، وتدميرها». تزامن ذاك مع إعلان الجنرال محمد حسن منصوريان نائب قائد الدفاع الجوي، عن نظام صاروخي جديد يتمتع ب «القدرة ذاتها التي يتمتع بها النظام الروسي أس-300»، مضيفاً: «طوّرنا هذا النظام من خلال تحسين أنظمة مثل أس-200، واختبرناه بنجاح». منصوريان الذي لم يوضح هل جرى الاختبار خلال مناورات «المدافعون عن سماء الولاية 3»، أشار الى ان تفاصيل النظام المطوّر لصواريخ «اس-200» سيُكشف عنها «قريباً»، موضحاً: «التهديدات البعيدة المدى تشكل 20 في المئة من التهديدات ضد أمتنا، وطوّرنا حلولاً (لمواجهتها)، من بينها تحسين نظام أس-200 الذي اختُبر». وكان منصوريان أعلن في 10 من الشهر الجاري، أن طهران «ستختبر قريباً صواريخ بعيدة المدى للدفاع الجوي، من بينها صواريخ أس-300» ايرانية الصنع. ويشكّل صاروخ «أس-300» نموذجاً مطوراً لصاروخ «أس-200» الذي اشترته ايران من الاتحاد السوفياتي في ثمانينات القرن العشرين، وطُوّر في ستينات القرن العشرين. لكن وكالة «نوفوستي» الروسية أفادت بأن «البديل الإيراني لصاروخ أس-300 الروسي، هو نسخة لصاروخ أس-200»، مشيرة الى ان نظام «أس-200» يُعدّ من «الأسلحة المتقادمة ولا يجاري أس-300 من ناحية الكفاءة». وكان الرئيس الروسي ديمتري مدفيديف أمر بحظر تسليم ايران صواريخ «أس-300» وأسلحة أخرى، التزاماً بالعقوبات التي فرضها عليها مجلس الأمن في حزيران (يونيو) الماضي، بسبب برنامجها النووي. في باكو، دعا الرئيس الإيراني محمود احمدي نجاد الغرب الى الكفّ عن تهديد بلاده، لضمان نجاح المحادثات المرتقبة بين الطرفين في شأن البرنامج النووي لبلاده. وقال: «اذا كانوا يريدون تحقيق نتائج إيجابية، عليهم الكفّ عن التفكير بوصفهم معتدين. ثمة بينهم من يفكرون بوصفهم معتدين، ويعتقدون أن في إمكانهم تحقيق نتائج إيجابية من طريق ممارسة الضغط علينا وتهديدنا». وأضاف على هامش القمة الثالثة للدول المطلة على بحر قزوين: «اذا اتخذوا جانب العدالة، يمكننا التوصّل الى نتائج، والتعاون في شأن القضايا الدولية». وزاد: «لا يمكن لأي حصار أن يغيّر الشعب الإيراني. الحصار لن يخيف ايران». وشدد نجاد على ان «الشعب الإيراني لا يحتاج القنبلة الذرية في الدفاع عن نفسه، لأن القنبلة الذرية الإيرانية تتمثل في شجاعة الشعب وغيرته». وشبّه تصرفات الغرب بسلوك «بعوضة». كلام نجاد جاء بعد تشديد مرشد الجمهورية الإسلامية في ايران علي خامنئي على ان ايران «لا يمكن إخضاعها بالتهديد وإركاعها بالعقوبات». وفي اشارة الى الاحتجاجات التي أعقبت الانتخابات الرئاسية عام 2009، اعتبر خامنئي «العبور الشامخ للشعب الإيراني من فتنة العام الماضي، مثال بارز في موضوع فلسفة الامتحانات الإلهية». وفي اشارة الى قادة المعارضة، انتقد «أفراداً يبثون الشائعات ويسعون الى اتهام النظام الإسلامي بالقضايا التي يريدها الأجانب»، معتبراً ذلك «خيانة واضحة». في واشنطن، أعلنت الخارجية الأميركية عدولها عن التحقيق في استثمارات شركة «انبكس» النفطية اليابانية في ايران، بعد انسحابها من مشروع نفطي بقيمة بليوني دولار. على صعيد آخر، أعلن الضابط السابق في سلاح الجو الإيراني بهزاد معصومي ليغوان، في مؤتمر صحافي في باريس حيث طلب اللجوء السياسي، اتساع حركة الانشقاق في صفوف القوات المسلحة في ايران. وأشار ليغوان الى انه أقام روابط بين منشقين وضباطاً في سلاح الجو، قبل اعتقاله وتعذيبه و «طرده من سلاح الجو الإيراني» عام 2001 لاتهامه ب «التمرد وعصيان النظام الإسلامي». وقال: «أنا وقسم مهم من عناصر وضباط بارزين في القوات المسلحة، نعارض الجمهورية الإسلامية»، مضيفاً: «وجودي بينكم يرمز الى مستوى الكراهية والمعارضة التي تكنّها غالبية عناصر القوات المسلحة، سواء الوحدات البرية او الجوية او البحرية، او الحرس الثوري، إزاء نجاد». وعزا مغادرته ايران الى فرنسا عبر كردستان العراق، وانضمامه الى حركة «الموجة الخضراء» الإيرانية المعارضة، الى حماية هذه الشبكة من قمع النظام.